الخميس، 28 مايو 2020

نفحات وقفشات وطرف العنف المدرسي التربوي بملكال

كتب لواء ش م بشرى أحمد ادريس

نفحات وقفشات وطرف العنف الذى كان ينتهجه ويتخذه بعض المدرسين اسلوب من اساليب التربية فى المدارس خاصة المرحلة الأولية بملكال فى ذلك الزمن الماضى حيث ان ذلك العنف لم يكن قاصرا على المدارس فقط بل هو امتداد لثقافة المجتمع فى ذلك الزمن موجه ضد النشئ والصبية وبدرجة أخف لدى الصبيات او الصبايا ، ولا اظن ان مدرسة من المدارس الأولية او الإبتدائية تخلو من العنف ، على مستوى السودان بمفهوم ان العنف هو من مستلزمات التربية والتقويم.
🖋 الحديث عن العنف التربوي إذا صح التعبير ،حديث ذو شجون لأنه مرتبط بمفهوم التلميذ للمدرس الذى لا تفارق صورته وهيئته خيال وذاكرة المدرس لان صغر سن التلميذ هى التى تجعله فى حالة توجس وارتباك من اى مدرس حتى لو كان من الحمائم.
مدرسة الملكية ذلك الصرح والمنارة التى إضاءات للأجيال المتعاقبة من أبناء الملكية خاصة بدايات ركائز المعرفة ، فالملكية وما أدراك ما الملكية به عوالم من شيطنة صبيانها فايته الحدود وعنفوان ونزق شبابى مشبع بمعطيات ونخوة المجتمع كلنا فى الملكية ومنذ نعومة اظافرنا وجدنا البحر والرى المصرى والزونيا واوضة البنزين ورحلات الخلاء خاصة يوم عطلة الأحد بحثا عن النبق والسينما ، والحفلات خاصة الجالوه هذه الأشياء وطنت الشيطنة وحب المغامرة لدى الكثيرين من أبناء الملكية...مدرسة الملكية رغم أنها كانت المكان الأكثر ضجة منذ الصباح الباكر وحتى منتصف اليوم لا شك أن كل واحد منا ينتسب إلى فئة عمرية مختلفة لكن الشيطنة تشكل قاسم مشترك من هنا كان العنف سمة لدى عدد من المدرسين ، فكل واحد من محفورة فى ذاكرته الصقور والحمائم من جملة المدرسين الذى تعاقبوا على المدرسة وأساليب العنف ، إنا هنا أتحدث عن بعض المواقف الطريفة الناتجة من عنف المدرسين والرعب الذى فاضت به نفوس عدد من التلاميذ حتى انتهوا مأسوف عليهم الى فاقد تربوى....مدرسين لا يطالهم النسيان من شدة تعانفهم مع التلاميذ رغم توفر حسن النية على ما اظن نذكر منهم فى زمننا مع كل التقدير والتجلة :
المرحوم محى الدين كلول الذى كان اسلوبه فى العنف هو الضرب بالخرطوش في مؤخرة العنق
الأستاذ المرحوم سيف كبار
الأستاذ عثمان قادم
المدير فضل بشير الملقب بحذارى وكان يضرب ولا تأخذه شفقة خاصة حصة الرياضيات، كذلك استاذ جيلانى الذى بستخدم مركوبه فى الضرب ، وأستاذ سليم ، وأستاذ محمد الأمين ، والمرحوم أستاذ على حاج طه ، وأستاذ بريمة الحلبى ومن شدة عنفه وقف ذات مرة في حصة المطالعة أمام أحد الزملاء وقاله له اقرأ وكان عنوان المطالعة ( النملة الشفوقة ) من شدة الرعب أخونا قرأ ( الشحموطة الشفوقة )
وآخر من شدة الخوف لم يستطيع الاستئذان من المدرس فتبول داخل الفصل...وذات مرة ونتيجة للعنف قام كل من الأخوين منصور سرور سنة رابعة وبدوى سرور عائد سنة ثانية، وهما أبناء خالتى المرحومة ريا جمعة عبدالله الجاك قد حرضا تلاميذ مدرسة الملكية على العنف المضاد الهجوم على المدرسين ، يعنى ضرب المعلمين ولتأكيد قيادتهما لذلك التمرد أحضر كل واحد منهما عكاظ وبقية التلاميذ جهزوا حجارة بداخل الأدراج ، إلا أن التمرد اكتشف وفشل المخطط ( وحدث ما حدث ) ، النتيجة هى ان ترك منصور وبدوى الدراسة والتحقوا بالعمل بمستشفى ملكال ( مساعد سواق ).
وقرر مدير المدرسة جلد كل التلاميذ فى مشهد ومنظر لا يطاله النسيان...كنا وقوفا فى حوش التمام فى شكل قلعة والمدرسين فى وسطها الكل مسرعا نحو المرحوم أستاذ خضر بلنقه لانه من الحمائم وهاك يا مطاقشة بين التلاميذ وفجأة أمر المدير لا أذكر اسمه أمر بأبعاد أستاذ خضر ، وبقى كل زول يأكل نارو.
أختم هذه الحلقة...بأنى والإخوان نبوى ونادر ، ود. عصام قبل كم سنة فاجأنا أستاذنا عثمان قادم بأن قدمنا له دعوة عشاء بدار الشرطة ، كانت ليلة دسمة ليست باصناف الأكل إنما كانت دسمة بحديث الذكريات والعنف الذى كان يستخدمه...له التحية ونسأل الله له الشفاء من السكرى.
نواصل إنشاء الله شريط الذكريات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...