الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

ملكال عبق وضياء من الماضي

ملكال عبق وضياء من الماضي
بقلم: لواء شرطة م بشرى أحمد ادريس

احدهم قال لي :
لم تشغل نفسك بماضي ملكال وتدور في فلكه؟؟؟
قلت له:
) للاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق (
ليكن ما نكتبه يزهر خيراً وعطاءا ينفع، ولنجعل ما نكتبه عن ملكال حجة لنا لا علينا.
• في عام ١٩٩٢م كتبت في جريدة القوات المسلحة العدد رقم ١٩٤٧ بتاريخ ٢٠/١١/ مقال بعنوان ملكال مدينة كان لها ايقاع
تحدثت فيه عن تفرد ملكال برتقها السكاني ولحمتها الاجتماعية والتي ترجمت وطبقت واقعا معاشا معاني التعايش السلمي والالفة والتألف والتأخي المنقطع النظير .
وقبل سنتين كتبت علي احد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) سلسلة من الخواطر عن مدينة ملكال النشأة والتطور ، وعن حي الملكية كيف تكون .
وها أنا أثمن علي كل ما كتبه ابناء ملكال عنها قبس وشذرات وملامح عن من كانوا فيها وما كان بها من حراك اجتماعي وثقافي ورياضي وسياسي وتجاري.. لهم التحية والتجلة ومن الشكر اجزله.
• قبل ملكال كانت التوقيقة والتي أصلا كانت احدي قري الشلك واسمها ( دور ) غير اسمها الي التوفيقية نسبة للخديوي توفيق ابان فترة حكم محمد علي باشا للسودان وقد اختيرت لتكون مقرا لتجمع الجيش المصري والذي كان يعمل به عدد من السودانيين خاصة الأورطة ٩ و١٢ وكلمة أورطة هي مصطلح عسكري يماثله تشكيلة اللواء او الفيلق في زماننا هذا.
• حتي العام ١٩٠٣م لم تعرف مدينة ملكال بل كانت قرية صغيرة من قري الشلك تعرف بمكال تقع شمال شرق المطار ، وعن معني مكال حدثنا عمنا ابراهيم فضل المولي ( ابراهيم جالدونق ) المولد بملكال عام ١٩١٥م وهو احد شهود العصر بملكال ، زكر ( بان اسم ماك كال ) هي كلمة مركبة باللهجة او اللغة الشلكوية ، ماك وتعني أمسك وتمسك وكال تعني المكان او الوطن بمعني حافظ علي بلد حيث سميت كثير من قري الشلك بأسماء تدل علي تقديس الارض وعدم التفريط فيها منها مثلا قرية / طوروبونج ( قاتلوا العرب لكي لا يغتصبوا أرضكم ) .
في عام ١٩٠٤م وبعد غرق التوفيقية اختارت الحكومة المصرية ملكال لتكون محطة كبيرة لمتابعة ومراقبة مياه النيل الابيض، حيث شهدت تلك الايام حركة دؤوبة بين التوفيقية وملكال عندما بدأت التجهيزات في نفس العام لبناء الري المصري وكان يصاحب ذلك نشاط ديني مثل اقامة ليالي الذكر كل يوم خميس فيأتي الجنود السودانيون من التوفيقية لإحياء هذه الليالي .
في عام ١٩٠٦م تم انشاء المباني التي أعدت لسكن وإقامة المصريين الذين أوسلو ونقلوا للعمل بالمحطة الجديدة ، كانت اول المباني بالري نمرة ٨ و٩ و نمرة ١٠ ثم الورشة / وابور النور / الثلاجة ثم بقية المباني تباعا وكانت مواد البناء تستجلب من الشمال من جبل أولياء الحجارة الرمل والطوب وغير ذلك بواسطة البواخر النيلية التابعة للحكومة المصرية منها علي سبيل المثال / الكراكة عقرب / الرفاس بنكس / الرفاس بنصر، مع استمرار اعمال البناء ظل المصريون في متابعة مياه النيل ، فقاموا بربط نهر الزراف (١) بنهر الزراف (٢) ففي هذا الأثناء بدأ توافد الناس الي ملكال طلبا للعمل كما انضم عدد كبير من جنود الأورطة ٩ والأوردة ١٢ بعد تسريحهم من خدمة الجندية وصار ملكية انخرطوا في العمل بالري المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...