الخميس، 28 مايو 2020

الأستاذ/ الطيب شبشة

الأستاذ الطيب شبكة

كتب الاستاذ/ سيف الدولة صالح
شملني الحزن والاسف عندما بلغني خبر وفاة الاستاذ الطيب شبشة بالسعودية دار مهجره ومستقر عمله. مبعث حزني ان الراحل احد ابناء ملكال الرموز. وله قصة محبة وعشق وحنين جارف لملكال والتي غذته اثنيا بدماء حي الملكية حيث رهط والدته وخؤولته ودماء حي الجلابة حيث عشيرة والده المنحدر من تخوم النيل الابيض منطقة شبشة احدي بؤر تقابات القران بدار الشيخ البرير وابنائه. وما بين الملكية والجلابة وشبشة تمت صياغة شخصية الطيب شبشة الثقافية والاجتماعية.
وردت العديد من الافادات عن الراحل من الاخوة في قروباتنا مايفي بالتعريف بعمومياته.رحمه الله.ومن اهمها انه رجل عصامي انجز مشروعه الصحافي بجد وارادة وصولا الي كبار الكتاب علي مستوي الصحافة السودانية والتي اهدته للعمل في السعودية مهاجرا ومجاورا حتي لحظة رحيله.كان محبا وفيا لملكال مافتئ يكتب عنها كلما سنحت سانحة اوشاقه الحنين الي ربوعها. ومبعث اسفي انني لم التقيه او اتواصل معه خاصة وانه يعتبر احد المراجع الموثوقة في مجال التوثيق بالمعلومة والتحليل لمدينة ومجتمع ملكال وتحديدا السوق، مما كان سيفيدنا كثيرا في مشروع التوثيق العلمي لملكال والذي نعمل فيه مع الاخ سعادة اللواء بشري ادريس بدعمكم وتشجيعكم ال ملكال.
ومن المواقف الدالة علي عشق الراحل لملكال.وبعد ان اشتطت به خطي الترحال زمانا ومكانا عن ملكال.حدث في احدي زياراته للسودان من مهجره ان زار مدينة جوبا بالطائرة من الخرطوم. ذلك في سبعينيات القرن الماضي.وفي طريق عودته حطت الطائرة في ملكال. قبل ان تواصل رحلتها الي الخرطوم.ولم يكن بالإمكان الدخول الي دار الاهل والاحبة والتاريخ. فما كان منه الا ان وقف متجها صوب المدينة بنظره كانه يشحن نفسه بنظرة اخيرة الي مدينته والشوق يملا قلبه والدمع يملا عينيه الي ان اقلعت الطائرة الي الخرطوم. وعند وصوله كان اول ما فعله هو كتابة مقال حميم عن هذه الواقعة اسماه(رعشة حنين الي ملكال)في صحيفته الاولي الايام. وقد اطلعت علي هذا المقال. وهو الذي جذبني الي عالم الطيب شبشة رحمه الله.
للطيب اخ مشهور في الملكية يعمل سائق للجرارات الزراعية اسمه عبد الرازق الشهير بشبشةكان يعمل بمصلحة الزراعة بملكال.سكن في الملكية في حي النوبة جوار منزلنا (لمن يعرف الموقع)في ما يعرف بقطية قلواك الشهيرة.ومجاورا لمنزل ابراهيم السنجك والد علي ابراهيم الفنان. وكان شبشة الصغير هذا يجيد العزف علي العود والغناء للاصدقاء بالذات غناء ابراهيم عوض. وقد سمعته وانا طفل يردد(لو بعدي بيرضيه).
وقد رحل شبشة الصغير قبل اخيه حسبما اخبروني.لتبقي ذكراهما رحمهما الله.طيبة عطرة تحكي عن قصة مدينة علمت ابناء ها الحب والوفاء.
عشتم احبتي اوفياء لملكال...وللمرحوم ندعو بواسع الرحمة والمغفرة.
اللهم ارحم اخانا الطيب شبشة واغفر له واجعل ما خطه يراعه في مقاصد الخير والمعرفة والمعلومة والحق صدقة جارية له.
وانا لله وانا اليه راجعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...