الأربعاء، 14 مارس 2018

ملكال مدينة ملائكية ETHREAl

* ملكال مدينة ملائكية ETHREAl
بقلم سعادة اللواء بشرى أحمد إدريس
قصة روعة المكان وحكاية غدر الزمان .
ملكال عنها كتبنا وما يزال يراعنا يبكى بمداد الحزن النبيل لكننا نظل نستنشق تباريح الحنين ونستنطق النستلوجيا من مخابئ الشوق والاشواق لكل ذرة من ثرى ملكال بعد أن اصبحت رمادا تزره الرياح وبعد حدوث محرقة ملكال الكبرى. هو رماد يبعث فينا البكاء الصامت حينما تواسينا دعوة كل مظلوم.
** ملكال ليست مدينة شلكاوية ولا دينكاوية ولا نويراوية، ولا تنتمى الى أي قبيلة ولا تعرف العصبية ولا تعترف بالعنصرية...لانها ولدت على سرر المحبة ورضعت من ثدى السلام والوئام وتغذت من طهارة أرضها وتنفست من نقاء سمائها .
** ملكال حاضنة تمازج الدماء وتصاهر الاعراق ، لذا فهى مدينة ملائكية الطلة وضاحة المحيا...مدينة أعطت الناس الإحسان حتى صارت أنيقة هام بحبها أهل السودان...فجاءتها عطبرة ودنقلا والفاشر ونيالا ، وجاءتها كادقلى والليرى ومدنى والكوة وشندى وبارا وجاءتها راجا وواو وجوبا ومنقلا ومريدى..فجائها الناس بالبشري والزلفى مكونين مجتمع اشبه باوركسترا تعزف سيمفونية الإلفة
** بعد كل هذا الرتق الاجتماعى الراقى والبهاء السكانى تدور دائرة السؤ على ملكال ليفعل فيها حقد الانسان ما لم يفعله فى اي مدينة أخرى بجنوب السودان دمار وحريق .
** هى الان جرح لامع ونزيف ساطع نكسة تقلب سكينة مضاجع أهل ملكال وحسرة توجع راحتهم .
** كيف قطع الاشرار اوصال ملكال ومزقوا بهائها وعبثوا بنضارتها،، لأنهم ليسوا منها ولا يشبهون أهلها ، ولانهم تجرى فى دمائهم جينات الهمجية والوحشية فعلوا افظع ما فيها .
** ملكال من أقصاها الى أقصاها كانت جنة من جنان الرحمن فى الارض...من بم وحى العرب ودنقر شوفو بقطاطيها الفقيرة فى شكلها ، الغنية فى مضمونها فهى جمال على جمال..حى المديرية بعبق زهورها ورائحة التوتيا ونكهة شجرها رائعة كلون البنفسج .
** السوق الكبير لوحة مخملية والناس فيه يخرج من أفواهم حسن الحديث وتنبعث من سحناتهم الطيبة حسن عمر...نيكولا....الجاك حسين... كوم تراب سر التجار...دكان هارون للاوانى المنزلية...الهندى واولاده بركاس ومنهر....عثمان ابشر...تاتاى طه السروجى...محمد النقلتى...مطعم حريرى....أقمشة ود المرضى....احذية باتا...أستديو الكشيف....مكتبة عبيد منارة المعرفة للكبار والصغار...السوق فيه هرج نبيل ومرج جميل... فرن الحسين احمد... الرغيف الطوست عند مكاشفى والناس فى انتظاره مصطفين بادب وارتياح وانسجام...سوق الخضار ناس حاجة نوره...سوق العيش...عجلات عبدالله ابكر...سائقى التاكسى ود البدوى...سليم الزوق .
ملكال هى حى الجلابة وفيه تتجلى المودة فى ارقى صورها وفيه العزة ونقاء الفطرة.
ملكال هى الرى المصرى بحلاوة ثمره ( الزونيا ) واليوسفى واللارنجا...الثلاجة وابور النور الذى. تفطر ملكال على صافرته ايام شهر رمضان...الرى المصرى والكراكة عقرب قاهرة أعشاب النيل...الرى المصرى يعقوب بلال شريف....ماهر. محمد الحسن... عبدالله بشير...محبوب عبدالله...اسماعيل بخيت....جعغر الزمزمى...الخفير الخطير مآلينا .
الرى المصرى به أفضل نظام رى دائرى هندسى..فيه سندس واستبرق يسر الناظرين والزائرين.
** ملكال هى الملكية...نادى العمال حديقة الحيوانات..المطار...سوق الجو...دكان وطاحونة التعاون....طاحونة الخواجى امبروس وتروس...وابنته ( نابونو )....الملكية العمدة عوض بلال...الشيخ عابدين ريحان...الصادق جوهر..دينق مكواج جيمس بول كالمال...اكول اجاوين...خليفة يسين... الشيخ حسين....احمد الرضى...الملكية زاهية باسوار بيوتها من الشرقانية والصريف وحطب السيلك والسوريب الملكية جوهرة فى ليالى الافراح...السيرة بالكرعين مع الدلوكة والشتم وناس حاجة مريم امتول وكلتوم عثمان....وكتوشة بت الحاج. ضوه بت دينق...دحشورة بت على ريحان...وأدينق عبدالرسول وهو يحمل الرتينة على كتفه ويسامر الناس بقفشاته العفوية.
* ملكال هى ثورة الجلابة وثورة الملكية والاواكات .
** ملكال يا أيها تتنازعون فى أحقيتها وتتناحرون فى ملكيتها ، هى ليست منكم فى شيئ وانتم لستم منها لا خلقا ولا رقيا...ملكال بريئة منكم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام...بريئة من قبليتكم وعصبيتكم .
ملكال خلاسية الجمال هجينية الثقافة....ملكال مدينة بيضاء كاملة السلوى ، تنام على الحب والامن وتصحو على الود والامان...ملكال مدينة ملائكية ethreal city بها كل مفردات النقاء وفيها كل تفاصيل الصفاء ومعانى الوفاء .
** سنظل نكتب بكبرياء الجرح وباحرف من التبر على جدار الزمن وعلى أسير الفضاء هنالك كانت مدينة خلاسية ملائكية أسمها ملكاااااااااااااال.
** يا زمن وقف شوية...لكنك لن تعود...وهل تعود فانيات الازمنة.
** ستبقى النجوى مع الطلل أينما كنا وكيف ما يكون حالنا.
لواء بشرى أحمد إدريس

الثلاثاء، 13 مارس 2018

كانت سماء ملكال مسقط رأسي ومهد طفولتي وصباي

بدون هذيان
كانت سماء ملكال مسقط رأسي ومهد طفولتي وصباي

لوحة مرسومة بأقواس قزح ، ولياليها المضاءة بنور اليراعات التي تطير في فضاءتها الرحيبه فتحلق في أفقها البعيد وتملأه شعاعا ، كم طابت لنا يومها فكرة ذلك الطالب الصيني والذي حدثنا عنه كتاب المطالعة وهو يحشد اليراعات داخل زجاجة أضحت كوكب دري ، ولكن ملكال لاشرقية ولاغربية فقط جنوبية وزيتونة يكاد زيتها يضيء ، في تلك السنوات الباكرة وأنا يافع غر أصطاد اليراعات لأصنع منها قنديل أخضر كما أقتات المعرفة الممزوجه بالخيال المستمد من حكاوي كتب المقررات وأحاجي الجدات عن الأرواح وأحاديث الأسلاف ، وطرق كسب رضائهم ، وقبل ذلك كتب الدراسة كانت تتحدث عن (سبل كسب العيش في السودان) والرحلات الإفتراضيه التي كانت تتم داخل الفصول والتلاميذ يسافرون إلي قولد الصديق ليأكلون معه (الكبيته) وغدا تجدهم في رحاب (منقو زمبيري) في أقصي الجنوب كأنهم إمتلكوا ذلك البساط السحري الذي يسافر بلا قيود ، مثل أسفار متصوفة مملكه سنار ، أظن بأن مدرسة الواقعية السحرية قد تشكلت في ذلك الأوان ، وحين صرت كبيرا ظفرت بأعداد من مجلة المجله ، وأقرأ في صفحتها الاخيرة الطيب صالح وهو يكتب سلسلته (نحو أفق بعيد ) كانت ملكال ، هي أفقي البعيد ، أسقط المكتوب عليها وبطريقتي وأجد أن (شن وافق طبقه ) حين تحدث الطيب صالح عن (الأبرجينز ) سكان أستراليا الأصليين خلتهم النوير ربما بعض الشلك الذين حاربوا السلطان بادي الثاني في السلطنه الزرقاء ، وحين قرإت من كتاب الطبقات لمحمد ود ضيف الله ، أن الشلك قتلوا شيخي إسماعيل صاحب الربابه في القرن الخامس عشر ، وأن الربابة حين يأمرها تعزف ألحان تخلب الألباب قلت أنها (أم كيكي) أضاف لها إسحق المغنواتي السوداني وترا ثالث ، مثلما أضاف إسحق الموصلي للعود وتر سادس كما قرأت في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ، وحين علمت بأن شيخي سماعين قد قتل شمال الدويم أحسست بأن هذه البلاد واحدة ، وأن هذه الأرض سيرثها الإسماعيلين فطوبي لهم ، فلذلك لم أقم صيوانا للعزاء وأستدعي القرشيين و قبائل نجد والحجاز ، لنقيم صيوانات العزاء من خيام الشعر لنضربها في ديار بحر أبيض ، لم كل ذاك فشيخي إسماعيل قتله أبناء خؤولته ، نعم قتله الشلك ، ولم نستدعي الخنساء لترثيه ، فالخنساء منذ ذاك التاريخ مشغوله برثاء أخاها صخر ، فالخنساء وأخأها صخر لم يكونوا من ضمن البدون القادمين للخليج من هجرتهم من بلاد (بدونستان) الغير موجودة علي أطالس البرية ، ولا حتي أطلس الإدريسي فوثائقهم لم يوقع عليها الملك الضليل إمروء القيس في ديوان الشعر ، ولم تسجل أسماء رعاياها في أي سجل أو دفتر ، ولم يعتمدها بنو النعمان ، إنهم قادمون لتزداد هذه الأرض الخراب بؤسا علي بؤس ، سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوي كما قال مظفر النواب.

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

ملكال عبق وضياء من الماضي

ملكال عبق وضياء من الماضي
بقلم: لواء شرطة م بشرى أحمد ادريس

احدهم قال لي :
لم تشغل نفسك بماضي ملكال وتدور في فلكه؟؟؟
قلت له:
) للاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق (
ليكن ما نكتبه يزهر خيراً وعطاءا ينفع، ولنجعل ما نكتبه عن ملكال حجة لنا لا علينا.
• في عام ١٩٩٢م كتبت في جريدة القوات المسلحة العدد رقم ١٩٤٧ بتاريخ ٢٠/١١/ مقال بعنوان ملكال مدينة كان لها ايقاع
تحدثت فيه عن تفرد ملكال برتقها السكاني ولحمتها الاجتماعية والتي ترجمت وطبقت واقعا معاشا معاني التعايش السلمي والالفة والتألف والتأخي المنقطع النظير .
وقبل سنتين كتبت علي احد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) سلسلة من الخواطر عن مدينة ملكال النشأة والتطور ، وعن حي الملكية كيف تكون .
وها أنا أثمن علي كل ما كتبه ابناء ملكال عنها قبس وشذرات وملامح عن من كانوا فيها وما كان بها من حراك اجتماعي وثقافي ورياضي وسياسي وتجاري.. لهم التحية والتجلة ومن الشكر اجزله.
• قبل ملكال كانت التوقيقة والتي أصلا كانت احدي قري الشلك واسمها ( دور ) غير اسمها الي التوفيقية نسبة للخديوي توفيق ابان فترة حكم محمد علي باشا للسودان وقد اختيرت لتكون مقرا لتجمع الجيش المصري والذي كان يعمل به عدد من السودانيين خاصة الأورطة ٩ و١٢ وكلمة أورطة هي مصطلح عسكري يماثله تشكيلة اللواء او الفيلق في زماننا هذا.
• حتي العام ١٩٠٣م لم تعرف مدينة ملكال بل كانت قرية صغيرة من قري الشلك تعرف بمكال تقع شمال شرق المطار ، وعن معني مكال حدثنا عمنا ابراهيم فضل المولي ( ابراهيم جالدونق ) المولد بملكال عام ١٩١٥م وهو احد شهود العصر بملكال ، زكر ( بان اسم ماك كال ) هي كلمة مركبة باللهجة او اللغة الشلكوية ، ماك وتعني أمسك وتمسك وكال تعني المكان او الوطن بمعني حافظ علي بلد حيث سميت كثير من قري الشلك بأسماء تدل علي تقديس الارض وعدم التفريط فيها منها مثلا قرية / طوروبونج ( قاتلوا العرب لكي لا يغتصبوا أرضكم ) .
في عام ١٩٠٤م وبعد غرق التوفيقية اختارت الحكومة المصرية ملكال لتكون محطة كبيرة لمتابعة ومراقبة مياه النيل الابيض، حيث شهدت تلك الايام حركة دؤوبة بين التوفيقية وملكال عندما بدأت التجهيزات في نفس العام لبناء الري المصري وكان يصاحب ذلك نشاط ديني مثل اقامة ليالي الذكر كل يوم خميس فيأتي الجنود السودانيون من التوفيقية لإحياء هذه الليالي .
في عام ١٩٠٦م تم انشاء المباني التي أعدت لسكن وإقامة المصريين الذين أوسلو ونقلوا للعمل بالمحطة الجديدة ، كانت اول المباني بالري نمرة ٨ و٩ و نمرة ١٠ ثم الورشة / وابور النور / الثلاجة ثم بقية المباني تباعا وكانت مواد البناء تستجلب من الشمال من جبل أولياء الحجارة الرمل والطوب وغير ذلك بواسطة البواخر النيلية التابعة للحكومة المصرية منها علي سبيل المثال / الكراكة عقرب / الرفاس بنكس / الرفاس بنصر، مع استمرار اعمال البناء ظل المصريون في متابعة مياه النيل ، فقاموا بربط نهر الزراف (١) بنهر الزراف (٢) ففي هذا الأثناء بدأ توافد الناس الي ملكال طلبا للعمل كما انضم عدد كبير من جنود الأورطة ٩ والأوردة ١٢ بعد تسريحهم من خدمة الجندية وصار ملكية انخرطوا في العمل بالري المصري.

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

الحسين البله

بسم الله الرحمن الرحيم
أسماء خالدة في ذاكرتنا الملكالية
الحسين البلة عبدالله الوقيع
كتب/ لواء شرطة م بشرى احمد ادريس / الاستاذ/ ياسر محمود

*من مواليد الجزيرة أرتولي 1932
*بعد ثلاث سنوات من عمره أخذته شقيقته الكبري مدينه معها الي ملكال ترعرع بملكال بمنزل صهره محمود علي بحي الجلابة درس الاولية بمدرسة البندر وقبل بمدرسة الدويم الريفية الوسطي ، ترك الدراسة في بدايات السنه الاولي ورجع لمسقط رأسه الباوقة ومارس بها الزراعة و هرب منها وهو في سن السادسة عشر متجهآ الي ملكال يحكي هو انه عند بلوغه منطقة الحصاحيصا اتي منادي يطلب عمال لعمل )ام بحتي ) لاشجار مشروع الجنيد فعمل لمعهم لمده ثلاث اشهر وجمع بعض المال وتوجه لكوستي وفي ميناءها النهري رأي العتالة يجمعون مالآ كثيرآ نظير جهدهم فعمل حمال بالميناء لمده اربعة اشهر ورأي انه جمع مالآ يكفيه لتنفيذ فكرته فإستأجر مقهي نادي الموظفين وفتح به قهوة وعمل بها فترة من الزمن ، ولكنه كان له رؤية ان القهوة يمكن ان تكسبه المال نعم ولكنه سيصل الي اين ؟ فكرة ان مهنه البناء ممكن ان تطوره وتكون له مهنة ثابته تعينه في حياته ، فعمل طلبة مع قريبه محمد حاج الطيب لفترة حتي تعلم ، فكان التحول الاكبر في حياته عندما سمع بحوجة مجلس الكنائس لبناءين لبناء كنيسة تونجة فذهب الي هناك وتقابل مع الخواجة أمديا ونمت بينهم ثقة وود فأوكل اليه بعض المهام الاضافية مما اكسبته الثقة في نفسه وشكلت حياته وتأثر كثيرآ بالخواجة الذي تعلم منه احترام العمل واتقان الصنعة وعدم الخوف من الحق . ومن لحظتها انطلق وأنشأ ورشه الحدادة لتعينه في عمل المقاولات سنة 1964 وكانت له تعديلات في المباني لتقليل التكلفة وزيادة المتانة واعانه علي تنفيذ أفكاره صديقه لويجي ادووك فكانت مدرسة د. السماني البداية وبعض داخليات الثانوية العليا ومعهد التربية ، برع في ادخال الحديد في كل المباني التي شيدها بعد العام 1975.
* كان يستقبل الكثير من الشباب الذين يحضرهم ذويهم للعمل بالورشة في الاجازات ، لا يمر عصر يوم وإلا اتت احدي نساء حي الجلابة وهي تجر إبن لها تراه عاقاً أو يتغيب عن المدرسة ليؤدبه لها ، لم ينجو من جلده الا القليلون وكان يري انه بذلك يقوم بواجب كبيراً تجاه مجتمعه.
* شارك في كل ما طلب منه من دعم ، بناء فصول ومسارح ومدارس ، وكان مهموماً جدآ بالمشردين وتأهيلهم ، وقد تبرع بعدد اثنين تراكتور لتدريب الطلبة في آقرو ميكانيك ، وعندما رحلت الاسرة للشمال كانت له مزرعة 20 فدان بمنطقة الشقيلاب وسعي لإنشاء معهد لإيواء وتأهيل المشردين بها ، وأضاع عليه هذا الأمر الكثير من الوقت والمال في سعيه للتصديق وأخيرآ في العام 1990 اتاه الرد بأن لن نصدق لك إلا ان تسجل المعهد باسم الحكومة وتترك أمر إدارته لها .
* كان عمنا الحسين البله لصيقاً بكآفة المؤسسات القائمه في داخل المدينه في سنوات الثمانيات ومنتصف السبعينات . الرسميه منها بكآفة التعقيدات السياسية التي كانت يومها تطل بمشهد كثيف . الجيش . جهاز الامن . الشرطة . القوميون الجنوبيون . والوحدوين منهم . قادة المؤسسات الحكوميه اليجا مدير الشرطة ،ابونا دينق قلواك الذي كانت تغني له الأغاني . قادة الجيش اللواء فاروق البلك . وكثيرون فهو قد صادق كل هؤلاء (وسيذر اركانجلو) ..
* ظل عمنا الحسين يحظي بإحترام كآفة الاطراف في هذة العلاقات متمردين وجهاز عسكري يحارب ذات المتمردين . وجهاز أمن نميري ينظر بعين الريبة والشك في ولاء هذه القيادات . ويظل هو قاسم مشترك عظيم بينهم يجمع كل هذه التناقضات
والحسين البله كان له مكانه محترمه من كآفه مؤسسات المديرية يومها وخاصة المؤسسة العسكريه حيث كان حتي كبار الضباط يحيونه ويطلقون عليه سعادة اللواء كلواء فخري لم تعطعه هذة الرتبه مؤسسات الدولة الرسميه انما منسوبي المؤسسة العسكريه بكآفه رتبهم . وكان حينما يود السفر الي الخرطوم ،يركب موتره متوجها صوب مطار ملكال يركب في الطائرة العسكريه صاعدا الي داخلها بالموتر ولايحمل كثير متاع . وحين الوصول للقاعدة الجويه الخرطوم ينزل من الطائرة بالموتر متوجهاً صوب الشجرة حيث كان يسكن تلك في السنوات . والطريف كما حدثني البله . ان سكان الشجرة والجيران كانوا يعتقدون بأنه قد قدم من ملكال . في رحله سفر اسطورية من ملكال وحتى الشجرة قادما بذلك الموتر..

* اصيب بسرطان الغدد اللمفية في العام 2008 صارع المرض اللعين حتي انقضي الأجل في 30/8/2014م.
نسأل الله الرحمة والمغفرة للعم الحسين البلة .. والبركة في ذريته.

الاثنين، 11 أبريل 2016

أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. ..


أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. ..

كتب حسن عثمان/ وحسن قسم الله ابوجميل

عبيد محمد نور صاحب أشهر بازار فى الإقليم الجنوبي. ...و صاحب إمبراطورية( ع )
الإسم. .عبيد محمد نور
اللقب. .العم عبيد
المؤهلات. .التحق بكلية غردون التذكارية ولم يكملها-حاصل على الشهادة الثانوية الانجليزية. ..( GCSE ) ويتحدث الإنجليزية بطلاقة
الزوجة. .مدينة الحاج على حسن أبو عطية
الأبناء. .. له من الأبناء 11
عواطف. .عفاف. .عصام. .علاء الدين. .علوية. . عبله. .عائشة. .عماد. .عصمت. .عاطف عفراء. ..(لذالك سميت بامبرطورية ع) ماشاء الله
نبذة تاريخية...
*أول من أنشاء مكتبة ثقافية علمية بالإقليم الجنوبى آنذاك عرفت ببازار ملكال وكانت المجلات والصحف المصرية تصل رأسا من مصر غير الصحف والمجلات السودانية التى تصله من دار التوزيع
*اول من أنشاء مصنع للمشروبات الغازية بالإقليم الجنوبى (يعرف بالعلم )
*اول من فتح محل للاثاث القديمة بملكال
*سكرتير نادى بري فى الأربعينات
*حكم كورة درجة أولى
* تولى منصب رئيس الحكام بالإقليم الجنوبى. ..وكان من المفترض أن يحكم مباراة هلال مريخ فى إفتتاح جامعة جوبا إلا لظروف خارجة لم يتم ذلك
*رئيس بلدية ملكال لعدة سنوات
*رئيس الحزب الوطني الاتحادي بملكال
*له موهبة التمثيل وقد مثل دور المك نمر
فى مسرحية المك نمر بنادي الموظفين بملكال
المكتبة:
الحديث عن المكتبه وتأثيرها هو الدافع الاساسي للحديث عن صاحبها فقد كانت منبع الاشعاع الذي تميزنا به واستطاع مثقف المدينة ان يبذ اقرانه من كل بقاع السودان . تعرفنا من خلالها لافكار العقاد وادب طه حسين واشعار الفيتوري وروايات نجيب محفوظ وانيس منصور وقراءنا للدكتور مصطفى محمود ملحدا وقراءنا له مؤمنا وخرجنا بمقارنات انارت لنا الطريق. كانت المجلات المصرية مثل المصور وروز اليوسف والحوادث لها روادها الذين يتناولونها بالتحليل ويتبادلون أعدادها فيما بينهم .. اما السودانية فكان لمجلة الاذاعه والتلفزيون والمسرح معجبون كثر خاصة بعد ان تصدرت صورة الغلاف باحد اعدادها الممثله بفرقة حمادة (حسنه احمد) وكان بداخل العدد حديث عن الفرقة بملكال....ونحن صبيه عرفنا مجلة سمير وميكي والصبيان التي من خلالها عرفنا عمك تنقو هذه الشخصية التي جعلتنا نعرف شرحبيل احمد قبل ان نعرفه مغني...تعلمنا المغامرات من تختخ والمغامرين ال13 وطبقنا كثير من افكارهم في هجومنا علي الري المصري..اما الصحف السيارة، وما يثير دهشة جيل اليوم اننا نقراء الاهرام واخبار اليوم مع القاهره يوم الثلاثاء من كل اسبوع وهو اليوم الذي تحضر فيه سودانير لملكال فتصلنا حصيلة الايام الماضية وصحف نفس اليوم...كان لعدد من الدوريات التي تصدر من الكويت مثل اقراء وعالم المعرفة والسياسة الدولية روادها ومشتركيها وكان بالمكتبة نظام الحساب المفتوح لقيادات المجتمع والمثقفين ويتم الدفع نهاية كل شهر وهو ما ساعدنا علي وجه الخصوص في اقتناء ما نريد..
( له الرحمة بقدر ماقدم لنا ولاهلة حسن العزاء)

الخميس، 7 أبريل 2016

أسماء خالدة في ذاكرتنا : الأستاذة سليمى احمد بشير


كتب اللواء م بشرى احمد ادريس

أسماء خالدة في ذاكرتنا :
الأستاذة سليمى احمد بشير

بعض الناس ذكراهم تهمس لنا بصمت ، فالذكريات الحلوة حينما نجترها فإنها تحيي في دواخلنا جماليات كحلاوة طعم الشهد وكرائحة العنبر وكرونق ازدهار وازدها الزهور وكفخامة الياقوت والزمرد.
تمر الايام وتبقي الملامح بين طيات الامكنة والأزمنة شخوص مروا في حياتنا بعضهم أفل نجمه وبقيت ذكراه تنثر فينا عبق أعماله الصالحات .
لا شك في ان من يريد الكتابة عن شخص دافعه هو حسن سيرة ذلكم الشخص وما تركه من إرث اجتماعي طيب ، فمثل هذه الكتابة التوثيقية تغلب عليها الكلمات السلسة والألفاظ التي تجيش بالعواطف لانها تنبع من معايشة حقيقة لذلك الشخص .
فالإنسان يستطيع ان يبدع في الكتابة عن أمه او ابيه او احد اخوته او صديقه او حتي جاره، كما يمكنه ان يكتب درر الكلم عن زميل متفوق علي دفعته وهلمجر .... هي تعبير يكتب بمداد الحس الرقراق وبانفاس الوجدان الرقيق..
فها انا اكتب عن شخصية فذة وفلذة من فلذات كبد ملكال ، شخصية لم أكن من جيلها وليتني كنت كذلك ، شخصية من رهط بنات السودان الفضليات .. هي مثال وقدوة عزيزة ، أنجبتها ملكال ، هي عملاقة من عملاقات جنوب السودان .تلكم هي
الاستاذة الراحلة سليمى احمد بشير
التي ربما تكون سادسة سبعة من بنات ملكال او لا تقل عن العشرين من بنات جنوب السودان ، لكنها بالتأكيد احدي كوكبات بلادي اللائي حظين بالتعليم والمعرفة في زمان عز وصعب فيه تعليم البنات وتعسرت زكائز المعرفة انه زمان الاستعمار الذي فرق ليسود هو، فكان جنوب السودان الأقل نصيباً في كل شيئ .. من هنا نحيي جيل ذلك الزمان القاتم فقد لقوا ما لقوا من عناد وعناء وشقاء رحم الله من توفي .
اذ نكتب عن الاستاذة سليمي فهي شجرة وارفة الظلال طيبة الثمار، انها المعلمة التي شاهدناها ونحن صغار وعايشناها ونحن كبار... فوالله اشتمينا فيها رائحة الوقار وعطر قوة البيان وحلاوة الاحترام ونكهة الحنان رأيناها وهي ناصعة كثر بها الابيض في رواحها وغدوها. عرفناها ( مدرسة بضم الميم ومدرسة بفتحها ) عرفناها قائدة من قائدات الرأي في ساحات العمل العام بملكال وفي رحاب مساحات العمل السياسي بالسودان الكبير.
عندما تنظر الي سليمي فإنك حتماً تري هيبة ورهبة التربية والتعليم ، ففي خطواتها سمو وفي تخاطبها شموخ وفي حديثها ثقة وهمة عالية . انها سليمي احمد بشير بصمة وضاحة وعلامة وضاءة وسط عالمنا الصغير ، لذا فلا غرو ان كانت رئيسة الاتحاد النسائي بمديرية اعالي النيل منذ أواخر الستينات وحتي منتصف السبعينات، ولا عجب بان تنال شرف عضوية مجلس الشعب في عقد الثمانينات .
* ولدت الاستاذة سليمي بملكال عام ١٩٣٧م ، درست بملكال ثم انتقلت الي كلية معلمات الدلنج .
* تخرجت عام ١٩٥٨م ، عملت في مواقع عديدة وتنقلت في أماكن كثيرة وكانت خواتيم حياتها العملية بمكتب تعليم بحري ثم مدرسة ديوم بحري والتي تحول اسمها الي ( مدرسة سليمي ) بعد وفاتها وفاءاً وعرفاناً وتكريماً لها .. هكذا كانت الاستاذة سليمي عطاءاً سخياً وبمهنية فائقة الأداء المتكامل .
* عاشت نقية ، وفية ، صفية ، مخلصة كريمة ، عزيزة الي ان أتاها اليقين فلقيت ربها بحسن الخاتمة ١٩٩١م بعد ادائها فريضة الحج وكانت وفاتها بعد عودتها بأيام كيوم ولدت طاهرة من الذنوب والخطايا ، فرجعت نفسها المطمئنة الي ربها راضية مرضية لتدخل الجنة مع الخالدين فيها ابدا.
التحية لأبنائها : الاخوان ياسر / عمار خالد / رحاب / رباب.

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...