الخميس، 7 أبريل 2016

أسماء خالدة في ذاكرتنا : الأستاذة سليمى احمد بشير


كتب اللواء م بشرى احمد ادريس

أسماء خالدة في ذاكرتنا :
الأستاذة سليمى احمد بشير

بعض الناس ذكراهم تهمس لنا بصمت ، فالذكريات الحلوة حينما نجترها فإنها تحيي في دواخلنا جماليات كحلاوة طعم الشهد وكرائحة العنبر وكرونق ازدهار وازدها الزهور وكفخامة الياقوت والزمرد.
تمر الايام وتبقي الملامح بين طيات الامكنة والأزمنة شخوص مروا في حياتنا بعضهم أفل نجمه وبقيت ذكراه تنثر فينا عبق أعماله الصالحات .
لا شك في ان من يريد الكتابة عن شخص دافعه هو حسن سيرة ذلكم الشخص وما تركه من إرث اجتماعي طيب ، فمثل هذه الكتابة التوثيقية تغلب عليها الكلمات السلسة والألفاظ التي تجيش بالعواطف لانها تنبع من معايشة حقيقة لذلك الشخص .
فالإنسان يستطيع ان يبدع في الكتابة عن أمه او ابيه او احد اخوته او صديقه او حتي جاره، كما يمكنه ان يكتب درر الكلم عن زميل متفوق علي دفعته وهلمجر .... هي تعبير يكتب بمداد الحس الرقراق وبانفاس الوجدان الرقيق..
فها انا اكتب عن شخصية فذة وفلذة من فلذات كبد ملكال ، شخصية لم أكن من جيلها وليتني كنت كذلك ، شخصية من رهط بنات السودان الفضليات .. هي مثال وقدوة عزيزة ، أنجبتها ملكال ، هي عملاقة من عملاقات جنوب السودان .تلكم هي
الاستاذة الراحلة سليمى احمد بشير
التي ربما تكون سادسة سبعة من بنات ملكال او لا تقل عن العشرين من بنات جنوب السودان ، لكنها بالتأكيد احدي كوكبات بلادي اللائي حظين بالتعليم والمعرفة في زمان عز وصعب فيه تعليم البنات وتعسرت زكائز المعرفة انه زمان الاستعمار الذي فرق ليسود هو، فكان جنوب السودان الأقل نصيباً في كل شيئ .. من هنا نحيي جيل ذلك الزمان القاتم فقد لقوا ما لقوا من عناد وعناء وشقاء رحم الله من توفي .
اذ نكتب عن الاستاذة سليمي فهي شجرة وارفة الظلال طيبة الثمار، انها المعلمة التي شاهدناها ونحن صغار وعايشناها ونحن كبار... فوالله اشتمينا فيها رائحة الوقار وعطر قوة البيان وحلاوة الاحترام ونكهة الحنان رأيناها وهي ناصعة كثر بها الابيض في رواحها وغدوها. عرفناها ( مدرسة بضم الميم ومدرسة بفتحها ) عرفناها قائدة من قائدات الرأي في ساحات العمل العام بملكال وفي رحاب مساحات العمل السياسي بالسودان الكبير.
عندما تنظر الي سليمي فإنك حتماً تري هيبة ورهبة التربية والتعليم ، ففي خطواتها سمو وفي تخاطبها شموخ وفي حديثها ثقة وهمة عالية . انها سليمي احمد بشير بصمة وضاحة وعلامة وضاءة وسط عالمنا الصغير ، لذا فلا غرو ان كانت رئيسة الاتحاد النسائي بمديرية اعالي النيل منذ أواخر الستينات وحتي منتصف السبعينات، ولا عجب بان تنال شرف عضوية مجلس الشعب في عقد الثمانينات .
* ولدت الاستاذة سليمي بملكال عام ١٩٣٧م ، درست بملكال ثم انتقلت الي كلية معلمات الدلنج .
* تخرجت عام ١٩٥٨م ، عملت في مواقع عديدة وتنقلت في أماكن كثيرة وكانت خواتيم حياتها العملية بمكتب تعليم بحري ثم مدرسة ديوم بحري والتي تحول اسمها الي ( مدرسة سليمي ) بعد وفاتها وفاءاً وعرفاناً وتكريماً لها .. هكذا كانت الاستاذة سليمي عطاءاً سخياً وبمهنية فائقة الأداء المتكامل .
* عاشت نقية ، وفية ، صفية ، مخلصة كريمة ، عزيزة الي ان أتاها اليقين فلقيت ربها بحسن الخاتمة ١٩٩١م بعد ادائها فريضة الحج وكانت وفاتها بعد عودتها بأيام كيوم ولدت طاهرة من الذنوب والخطايا ، فرجعت نفسها المطمئنة الي ربها راضية مرضية لتدخل الجنة مع الخالدين فيها ابدا.
التحية لأبنائها : الاخوان ياسر / عمار خالد / رحاب / رباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...