الثلاثاء، 13 مارس 2018

كانت سماء ملكال مسقط رأسي ومهد طفولتي وصباي

بدون هذيان
كانت سماء ملكال مسقط رأسي ومهد طفولتي وصباي

لوحة مرسومة بأقواس قزح ، ولياليها المضاءة بنور اليراعات التي تطير في فضاءتها الرحيبه فتحلق في أفقها البعيد وتملأه شعاعا ، كم طابت لنا يومها فكرة ذلك الطالب الصيني والذي حدثنا عنه كتاب المطالعة وهو يحشد اليراعات داخل زجاجة أضحت كوكب دري ، ولكن ملكال لاشرقية ولاغربية فقط جنوبية وزيتونة يكاد زيتها يضيء ، في تلك السنوات الباكرة وأنا يافع غر أصطاد اليراعات لأصنع منها قنديل أخضر كما أقتات المعرفة الممزوجه بالخيال المستمد من حكاوي كتب المقررات وأحاجي الجدات عن الأرواح وأحاديث الأسلاف ، وطرق كسب رضائهم ، وقبل ذلك كتب الدراسة كانت تتحدث عن (سبل كسب العيش في السودان) والرحلات الإفتراضيه التي كانت تتم داخل الفصول والتلاميذ يسافرون إلي قولد الصديق ليأكلون معه (الكبيته) وغدا تجدهم في رحاب (منقو زمبيري) في أقصي الجنوب كأنهم إمتلكوا ذلك البساط السحري الذي يسافر بلا قيود ، مثل أسفار متصوفة مملكه سنار ، أظن بأن مدرسة الواقعية السحرية قد تشكلت في ذلك الأوان ، وحين صرت كبيرا ظفرت بأعداد من مجلة المجله ، وأقرأ في صفحتها الاخيرة الطيب صالح وهو يكتب سلسلته (نحو أفق بعيد ) كانت ملكال ، هي أفقي البعيد ، أسقط المكتوب عليها وبطريقتي وأجد أن (شن وافق طبقه ) حين تحدث الطيب صالح عن (الأبرجينز ) سكان أستراليا الأصليين خلتهم النوير ربما بعض الشلك الذين حاربوا السلطان بادي الثاني في السلطنه الزرقاء ، وحين قرإت من كتاب الطبقات لمحمد ود ضيف الله ، أن الشلك قتلوا شيخي إسماعيل صاحب الربابه في القرن الخامس عشر ، وأن الربابة حين يأمرها تعزف ألحان تخلب الألباب قلت أنها (أم كيكي) أضاف لها إسحق المغنواتي السوداني وترا ثالث ، مثلما أضاف إسحق الموصلي للعود وتر سادس كما قرأت في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ، وحين علمت بأن شيخي سماعين قد قتل شمال الدويم أحسست بأن هذه البلاد واحدة ، وأن هذه الأرض سيرثها الإسماعيلين فطوبي لهم ، فلذلك لم أقم صيوانا للعزاء وأستدعي القرشيين و قبائل نجد والحجاز ، لنقيم صيوانات العزاء من خيام الشعر لنضربها في ديار بحر أبيض ، لم كل ذاك فشيخي إسماعيل قتله أبناء خؤولته ، نعم قتله الشلك ، ولم نستدعي الخنساء لترثيه ، فالخنساء منذ ذاك التاريخ مشغوله برثاء أخاها صخر ، فالخنساء وأخأها صخر لم يكونوا من ضمن البدون القادمين للخليج من هجرتهم من بلاد (بدونستان) الغير موجودة علي أطالس البرية ، ولا حتي أطلس الإدريسي فوثائقهم لم يوقع عليها الملك الضليل إمروء القيس في ديوان الشعر ، ولم تسجل أسماء رعاياها في أي سجل أو دفتر ، ولم يعتمدها بنو النعمان ، إنهم قادمون لتزداد هذه الأرض الخراب بؤسا علي بؤس ، سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوي كما قال مظفر النواب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...