الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021
ملكال يا زاهية.. بقلم اللواء ش بشرى احمد ادريس
قبس من الماضى
ملكال يا زاهية
عندما أختيرت مدينة ملكال لإقامة مهرجان عيد الوحدة الوطنية مارس 1974م كان قبل هذا العام السيد/ موسس شول هو محافظ مديرية أعالي النيل، لم يعجبه هذا الإختيار وأبدى إمتعاضه، بقوله ( تقولوا مارجان مارجان...باملوا كيف فى ملكال...ملكية دا بودو وين...وبيوت كلو قطاطى )
لم يستمر طويلا فى منصبه حيث تم تعينه وزيرا للحكم المحلى بالمجلس التنفيذى الانتقالى بجنوب السودان برئاسة السيد/ أبيل ألير ، عين السيد/ بيتر جاركوث محافظا بدلا لموسس شول حيث قاد السيد / جاركوث ملحمة إعداد مدينة ملكال للاحتفالات وكان سكان ملكال على موعد مع التحدى ليجعلوا منها عروسة زاهية فى ذلك العام 1974م .
كان الكل من بم وحى العرب ودنقر شوفو وحى اصوصة والمديرية والسوق الكبير وحى التمرجية والجلابة وثورة الحلابة والرى المصرى وحى الملكية بكل احيائه المنسجمة والمتجانسة خرجوا عن بكرة أبيهم تلبية لنداء ان تكون مدينتهم ملكال مثل عقد الجواهر وتكون لؤلؤة ناصعة ساطعة وتكون دوحة بيضاء من غير سؤ تعجب الناظرين وتسر الزائرين.
كنا صبية وصبايا شيبا وشبابا كنا الكل مع الكل عرقا يتصبب صباحا ونهارا ومساءا وليلا، وكان بناء أستاذ ملكال هو التحدى الأكبر وكان الناس بمستوى ذلك التحدى فيهم الطلاب والعمال والتجار وكانت كل الامكنة تفرح بكل اشعث اغبر يستنشق فرح ويزفر طربا من اجل إكمال الإنجاز والذى صار معجزة فى زمن قياسى حيث تم بناء الاستاد وشيدت بداخلة كل الملاعب التى تقام عليها فعاليات المهرجان وتخللت الروعة المكان وامتدت هذه الروعة برصف الشوارع وطلاء سيقان الاشجار بالجير الابيض حتى تعانق مع سند الشجر.
جاءت ساعة النصر وأقيم المهرجان فى الثالث من مارس 1974م واستحقت ملكال انت تكون زاهية وهى زاهية ، وكانت قمة الابداع وفخامة الإنجاز ومنتهي الاناقة.
فى يوم الافتتاح ذلكم اليوم الحبور والحضور الرسمى والشعبى .
كان السيد/ موسس شول المحافظ السابق جالس فى المنصة يشاهد ما يجرى مندهشا لكنه اندهش أكثر عندما رأى ما لم تره عينه عندما كان موجودا بملكال محافظا كيف أنها لبست حلة واكليل من الجمال وكيف صارت رونقا فى صباحها وشفقا فى مغربها ونورا وضياءا فى ليلها
السيد/ موسس شول من شدة إعجابه واندهاشه صار يقول
( دا املو كيف.. دا املو كيف )
يقصد كيف تم هذا العمل المذهل.
التحية لأهل ولناس ملكال فى زمنها الذهبى
الرحمة والمغفرة لاؤلئك الجنود المجهولين الذى جعلوا مدينة ملكال زاهية
لواء Bushra
الأحد، 3 أكتوبر 2021
سياحة عن الراحل مولانا مرو دينق.. مصباح طه بلال
الأرشيف
سياحة بسيطة عن مولانا.. مرو دينق..طيب الله ثراه
فهو نموذج لقمة الكفاح والاجتهاد و المثابرة.. وتحدي الصعاب
وعدم الاستسلام لظروف الحياة رغم صعوبتها…فله كل الاحترام
والثناء والتقدير….
الاسم :: مرو دينق
العمر :: من مواليد ١٩٥٨ تقريبًا… إلف رحمة ومغفرة ونور وبركة تنزل علي قبره
المراحل التعليمية :: مدرسة الملكية الابتدائية :: ملكال الأميرية الثانوية العامة :: ملكال الثانوية العليا :: جامعة القاهرة الفرع:: كلية الحقوق
المهنة :: قاضي الدرجة الاولى… رئيسا للقضاء- ولآية أعالي النيل
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي… قوله:: العلم يرفع بيتًا لا عماد له
نشاته الأولى كانت في حي البيطري..شرق البيطري الصغير .. آو الديري
كما كان يعرف انذاك بهذا الاسم.. و شرق سلاح المدفعية كذلك
قبل عن يرحل الي حي الدينكا… و كان هو و إخوته اثنين… اوان.. و مكول…. غادر اوان ملكال منذ زمن بعيد آلي الخرطوم
مشهور ومعروف في نادي المريخ بتعصبه المبالغ.. ده فات عمك علوي بدرجات .. عليه رحمة الله ورضاه… وظل مكول متواجد في ملكال
كانوا اولاد سوق الدخلية.. مكافحين… يتاجروا في بيع البصل.. ثم
صار عندهم راكوبة في السوق.. يكومون البصل و كان مصدر رزقهم
وكآن مولانا مرو.. رغم هذه الظروف متفوقا في الدراسة.. وكان يتنافس
مع زميله في الفصل .. انوار اباتورا.. كما كنا بنسمع من زملائهم
عمنا عامر صالح.. و جمال علي ( ابونبلة).. فواصل تعليمه.. و إنتقل
ألي الخرطوم بعد عن تم قبوله في جامعة القاهرة الفرع سابقًا..
في كلية الحقوق.. أيضا لم يستلم للظروف الصعبة… فاشتغل ممرض
بمستشفى التجاني الماحي. للأمراض العصبية والنفسية… الي
عن أكمل الكلية.. و التحق بالسلك القضائي وتدرج الي عن وصل
الي أعلي الدرجات… نسأل الله بأن يكرمه بكرمه.. و يبارك ويحفظ ذريته بقدر ما قدم لوطنه
و لا نقول ألا ما يرضي الله… إنا لله وانا اليه راجعون… وداعًا… وداعًا مولانا.. ارقد بسلام بجوار ربك..
ودمتم في حفظ الله ورعايته
الي الملتقي
الاثنين، 13 سبتمبر 2021
يا اولاد الدفعة - كتب لواء بشرى احمد ادريس
يا اولاد الدفعة
معروف عن مدرستى الملكية( الاولاد والبنات ) أنهما معقل الشيطنة والشفتنة زى الراية كل جيل يسلمها للجيل التانى....الرى المصرى كان اضافة كبيرة وشئ مشجع للشيطنة والشفتنة( القمرى، القراقير، خطط الهجوم على المنقة والجوافة واليوسفى ) وبعد داك الدايفنق فى البحر خاصة الميزانية.
كل دا كان بيحصل رغم وجود مدرسين مرعبين لا تأخذهم رحمة فى دق التلاميذ
فى زمنا فى مدرسين نسياهم مستحيل منهم
الناظر المرعب فضل بشير ( حذارى )
المرحوم محى الدين كلول
عثمان قادم
سيف كبار عليه الرحمة
استاذ الجيلاني
استاذ محمد الأمين
استاذ سوركتى
استاذ صلاح البدوى
استاذ على الحاج طه رحمه الله
استاذ ابراهيم( بلقوقا )
اما روؤس الهوس من التلاميذ حدث ولا حرج.
التحية لمن اسسوا وبنوا مدرستى الملكية بنين وبنات.
التحية والتجلة لكل من علمنا حرفا من الأساتذة الكرام........
السبت، 4 سبتمبر 2021
من الذاكرة : قصة الخدمة العسكرية لميز الطيارين في الري المصري.. كتب مصباح طه
من الذاكرة
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.. الظروف الاقتصادية
وغيرها اجبرت حوالى ٤٠ معلم ترك المهنة الشريفة السامية..
و التحقوا بالعسكرية في ملكال الحبيبة.. عدد كبير منهم من ابناء
حي الملكية.. تم إرسالهم الي مركز التدريب الموحد بجبل أولياء- الخرطوم
بالصدفة وفي يوم من الأيام … في التوزيعات الخارجية تم تعيين
خدمة حراسة لميز الطيارين بالري المصري… و المفاجاة.. و الغريب و العجيب
كل الخدمة كانوا فرد ومن أبناءً الحي الواحد ( الملكية)… كانت
برئاسة العريف عماد عثمان زين…. و معه
جندي عبدالله محمد سعيد ( كات)
جندي ربيع محمد فرج الله ( الكوتش) عليه رحمة الله ورضاه
جندي صديق موسى أدريس
المهم تحركوا الي الموقع… وهناك عماد عثمان وزع الخدمة علي العساكر
و منح صديق موسى ازن… ثم هو اخد ازن بالذهاب الي البيت
لانو كان في نفس ايام زواج اخته عواطف من الاستاذ المربي الجليل زهير محمد خير.. طيب الله ثراه.. و الاستعداد للزواج و البروفات قائمة علي قدم وساق.. و كل الناس كان متجمعين في بيت الخالة عينة.. لها الرحمة و المغفرة.. الكلام هذا كان في العام ١٩٨٦ تقريبا
ذهب عماد الحكمدار.. وترك في الموقع كل من عبدالله كات.. و ربيع الكوتش
الطيارين في الميز كان ذابحين خروف وحالتهم ميسورة.. عبدالله كات
فكر في راس الخروف.. و قال لزميله ربيع.. نشيل راس الخروف
و نودي الحلة و بكرة فطور كارب… و دي الجابت المشكلة فيما بعد
عبدالله كات تحرك من الموقع ومعه راس الخروف ، ترك ربيع الكوتش لوحده هناك
و هو في منتصف ميدان الليق العريق قابل صديق موسي راجع موقع الخدمة
قال لصديق تعال معاي و نرجع مع بعض.. و كان اكبر خطاء تاني أرتكبه كات
في الميز الضباط نادوا الخدمة و كان ربيع لوحده.. اكرموه بقزازة مريسة ( سيكو)
ثم تأني نادو الخدمة.. و اعطوه قزازة.. هم مفتكرين كل الخدمة
موجودة… ربيع الكوتش طماع ضرب القزازتين لوحده.. و جابوا تايمو… جمع الأسلحة تحت رأسه مخدة.. و نام… واحد من الضباط قال داير راس الخروف عشان يطبخو للكلب بتاعو..
بحث فلم يجد الراس… نده الخدمة.. مافي استجابة.. فاكتشفوا
غياب الخدمة.. الا واحد..اتصلوا للحامية و اخبروها بالحاصل..
تم تعين خدمة اخري.. و رفعوا العسكري ربيع في المجروس..و وصل عبدالله كات و صديق.. رفعوهم في المجروس كذلك
جاء عماد و شافت الوضع و الحاصل فتح جري..قال ماشي يحضر زواج اخته. بعد ذلك فليحصل ما يحصل… المهم تركوا عماد و حضر العرس.. و في اليوم التاني الصبحية و إثناء فطور العريس
جاءوا العساكر .. تلاتة عربات لأند كروزر… طوقوا بيت العرس.. و دخلوا وجدوا عماد بفطر مع الشلة .. تظارفوا معه و خلو كمل
اكله ثم قادوه الي العربة تحت حراسة مشددة.. عن يمينه و شماله وامامه خلفه كذلك .. و في العربية الفي الوسط رفعوه.. و عربية امامه و آخري دوشكا من خلفه.. كل بيت الفرح خرجوا لوداعه.. كانه هاشم العطا.. قائد أحد الانقلابات في احد ثورة مايو…
في الحامية اصدروا أوامر مشددة.. بحل هذه الخدمة و عدم الجمع بينهم مرة اخري في خدمة…. سموها الخدمة المحلولة…
احيانا بتحصل دقذات يضعوا اتنين منهم في خدمة واحدة… العساكر بصيحات للتنبه… لا لا لا .. ممنوع وضعهم في خدمة واحدة
فكانت حكاية مشهورة…. و الي حكايات آخري… دمتم بخير وعافية
الي الملتقي
السبت، 28 أغسطس 2021
الدكتور الانسان سيد عوض مرحان
كتب أ. فيصل كوري
علم من اعلام الملكية ملكال وهو الدكتور الانسان سيد عوض مرجان..رياضي اصيل والده من مؤسسي نادي الاصلاح وهو من اعرق واقدم الاندية في جنوب السودان...سار على خطى والده ولعب للاصلاح وظل وفيا له حتى انه صار اقدم لاعب في سجلات اتحاد كرة القدم بملكال...وتراس الاتحاد وعمل اضافة كبيرة اذكر منها توسيع القاعدة الافقية للكورة دىجة ثالثة والناشئين وعندما تم تعيينه محافظا لملكال خصص ضريبة تخصم في الميناء١٪ لدعم الرياضة والجماهير لا تنسى مساهمته في مساعدة التلفزيون لنقل مباريات كاس العالم في جنوب افريقيا وبفضل جهوده تشاركنا مع العالم لرؤية المونديال ولا تغيب عنا الدعم الذي تلقته الاندية بالمعدات الرياضية ...د.سيد امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية فهو حبيب الكل مواصلا للناس ويعرف الاسر والاهل ويعتز بصداقته للرياضين خاصة وبيته في ملكال او الخرطوم او جوبا مجمع الاخوان...ولا ننسى بعد ان تعيين محافظ لم تاخذه الوظيفة من اهله بل ظل في بيته المعروف في حي الدينكا ولم يذهب للسكن في المديرية مثل غيره من الدستوريين وكان باب مكتبه مفتوح للجميع والكل كان يتمنى ان يؤتى به وزيرا للشباب والرياضة في تلك الايام...وبعد استقلال حنوب السودان عاد الى عمله كطبيب وواصل اداء الرسالة الانسانية....وناس الحلة نتذكر الدكتور وهواية صيد الوزين وطبخ السمك ونتلمى في بيتو نسميه فطور القائد كل يوم السبت او الاحد ..اسعدني ان ابنه سامي سار على خطاه وتخرج في عالم الطب كذلك...الصورة للذكرى واحي من اطلاتها عليكم رموزا من جيل اعطى الكثير لبلده واهله ...التحية لكل اهلنا ناس ملكال الزينين ..ناس الحب واللطافة...
الاثنين، 16 أغسطس 2021
سياحة في ضفاف نهر السوباط
سياحة في ضفاف نهر السوباط
!!!!!!!!!!!!!!!!!
في أواخر السبعينات كنت شديد الانبهار بمقر شركة قناة جونقلي والتي قامت علي بعد كيلومترات من مدينة ملكال علي الضفه الأخري من نهر السوباط ، وكنت شديد الاعجاب بالكرفانات التي يسكن فيها عمال وموظفي الشركة الفرنسية والشجيرات التي زرعت امام المساكن ، والكهرباء التي لاتقطع والسوق المزدهر ، وكان هناك متجر وكأنك في فرنسا يبيع حلويات وبسكويتات ومعلبات راقية ، كان بالنسبة لي عالم سحري من عوالم سندريلا ، لكي تصله ماعليك الا أن تركب (البرينسه ) من ملكال ثم تركب ذلك الزورق المنحوت من جذع شجرة كامله عابرا نهر (السوباط) الي ضفته الأخري ، ذلك العالم الذي كان عوام (النوير ) يسمونة (كنانه) حيث تري تلك المدينة الصناعية التي صنعت علي عجل ، تري فيها مالم تري عيناك في كل مدن الجنوب الأخري من نبض الحياة ، فالمعدات من عربات وكل منتجات الصناعة الاوربية الحديثة .فذلك الخلا الموحش قد صار عامرا تضي لياليه المصابيح الكهربائية مثل سكان قريه (ماكوندو) في رواية جابريل قارسيا ماركيز ( مائة عام من العزله ) حين جلب لهم رونالدو الحزين المصابيح الكهربائية وأضاء لهم الشوارع فكان السكان يجلسون أمام المصابيح المضاءة لساعات طويله يتأملونها ، فالتغيير الذي أحدثته الشركة الفرنسيه كان تماما مثل التغيير الذي أحدثته شركة الموز لسكان قريه (ماكوندو) في ذات الرواية
وكم كان منظر الباخرة (بياترس ) الجميلة البيضاء كانت بيضاء اللون فاقع لونها تسر الناظرين كانت تشبه ممثلات (هوليود ) ، كانت تركبها حسناوات أوربيات لم يري سكان المدينه مثلهم منذ أيام أفلام (مارلين مونرو ) و(بارجيت باردو) و(جين فوندا )، وهم يجلسون أمام شاشة سينما ملكال في سنوات خوالي ، الباخرة (بياترس) . كانت تختال بين السوباط وبحر أبيض .
أما المشرع الذي تعبر منه اللواري السفرية لضفة نهر السوباط الأخري مسافرة تجاه جوبا ومناطق أخري ، لي معه حكاوي ، حيث البنطون الذي يحمل عدد اثنين لوري واللواري بالعشرات تصطف في منطقة (خور فلوس) قد يستمر الانتظار يوم كامل وقد يزيد ، يلتقي سائقي واصحاب اللواري السفريه وغالبيتهم من المناقل بالجزيرة ومن بحر ابيض ، و(الأواستن ) قد إصطفت والتي كانت تسمي ب(الأبيض ضميرك) . تشاهد وتجمعات السائقين والجلابه والمساعدين وحتي مساعدي الحله ، يتسامرون يحكون شجو سفرياتهم الطويله ومايتشابه من المواقف والأحداث ويحكون عن مغامراتهم وعبور طرقات كان لهم قصب السبق في عبورها فقد كانوا كشافي الطرقات ، كأنما ينتمون إلي عصر الكشوف الجغرافية ، يعرفون الدرب وكما الدرب كان يعرفهم ، يحكون عن ذلك ، والبعض منهم يحتسون ( عرق العيش) رفيق رحلاتهم الطويلة كما لاحظت ذلك وأنا فية معيه محمد آدم سائق (اللوري ) الذي لا يمل إحتساء العرق ولايمل الحكاوي وكما لايمل الطريق. وكم كان معتد بأنصاريته إذا مادار الحديث عن مخافة الله .
وبعد عبور النهر لم يسلك الطريق الموازي للقنال سار في الطريق الإخر متعللا بوعورة الردميه ، أذكر من المحطات (واو) و(الدوك الأول) و (الدوك الثاني) و(ا لكنقر ) وغابة الفيل حتي دخلنا مدينة ( بور) .
وفي صباح اليوم التالي والغيوم تحجب الرؤية صحوت من غفوتي وأنا أري أن محمد آدم السائق قد أوقف اللوري وسرب ضخم من (التياتل) بحجم الأبقار وهي تعبر الطريق من يسراه الي يمناه متجهه صوب النهر لتشرب الماء ، والآله الحديدية التي يقودها محمد آدم تقف إجلالا لعبور هذا السرب الضخم دون من ولا أذي . وهو يشرب الأنخاب ويتحدث عن قدرة الخالق .
وبعد بور تري الطريق ترابي معبد وعريض وبه لافتات تنبهك وانت تقود والغزلان والحيوانات البرية تعبر الطريق بأن تكون حذرا رفيقا علي حياتها فهذه حظيرة ومحمية الجميزه العالمية .
وفي (منقلا) ذهبت للنهر للإستحمام ووجدت سربا من فتيات (الباريا )عاريات يسبحن مثل الأوز كأنهن جنيات ووقفت مبهورا كما وقف (نور الدين) في كتاب المطالعة أمام بدور وصويحباتها .
ومثلما وقف الشاعر عوض حسن ابو العلا امام فتيات كلية فكتوريا في الاسكندرية علي ضفة المتوسط علي حافة أفريقيا وهو ينشد :-
أي سرب يتهادى
بين أفياء الظلال
يتسنى في جمال
ويغني في دلال
مثل عنقود تدّلى
بشغاف القلب مال .
قالها الشاعر حسن عوض ابو العلاء وهو يتأمل طالبات كلية فكتوريا وهن يسبحن بكامل ملابس السباحة وقد تزيأن بها كأسراب الحمام ، أما فتيات (الباريا) فكن اسراب من الأوز قد خلعن ريشهن مثل بدور بنت ملك الجن وصويحابتها وكنت أنا مثل ( نور الدين) كما حكي كتاب المطالعة للفرقة الرابعة في سبعينات القرن الماضي .
ومثلما تتبع الشاعر محمد ود الرضي سير ملهمته من ا(لاسكلا) صاعدا بحر ابيض حتي شرف الرجاف . فإني قد شرفت الرجاف من مشرع ( خور فلوس) مارا ب (واو) وال (دك فديت) حتي ( الكنقر) و(بور) عابرا (منقلا) و(الجميزه) السياحية العالمية .
وبعد فترة قصيره
تم تغيير البنطون بكبري تبرعت به الحكومة المصرية وكان أحد الكباري التي عبر بها الجيش المصري خط بارليف في حرب اكتوبر ، وكان عبارة عن صنادل صغيرة مربوطه بالحبال علي نهر السوباط تسير بها العربات بإتجاه واحد .
وبعدها مع بداية أحداث الجنوب تم ضرب مدينة القنال التي لم يكتمل نموها العمراني والديمغرافي وتم أسر اوربيين وتم نقلهم الي جبل يوما ، ليتم تحريرهم بعملية وصفت يومها بالنوعية وربما صارت تدرس في الاكاديميات العسكرية .
وتم نهب القنال وماتحويه تلك المساكن من معدات حديثة مكيفات وثلاجات وعربات وكل شيء لتصير مدينة أشباح ، كأنما كانت خيمة عرس ومعازيمها انفض سامرهم . في سنوات لاحقة رأيت أيقونة نهر السوباط الباخرة (بياتريس ) تقف في ميناء ملكال وكانت قد بيعت لأحد تجار مدينة كوستي تقف في مينائها النهري منذ سنوات وصارت خرابة ينعق فيها البوم
ظلت ماكينه الحفر العملاقة المسماة (بالباكرويل ) كتلة حديد صدئة ترقد في العذراء.
الخميس، 5 أغسطس 2021
عزالدين الحاج بادي (الدحيش)
عزالدين الحاج بادي (الدحيش)
الأرشيف
عزالدين الحاج بادي ( الدحيش)
نجم هجوم فريق الرابطة / ملكال في الستينيات والسبعينات من
القرن الماضي واحد اشهر من لعبوا في خانة راس الحربة… و إنقذ
فريقه الرابطة من ازمة حقيقية… بعد رحيل الأسطورة ود بوب
واحترافه في صفوف النيل / مدني… و تأمر المسؤولين.. و استهداف
الرابطة.. بنقل نجوم الفريق الي خارج مدينة ملكال… فكان هو المنقذ
فشكل خطورة وصداع دائما للفرق الاخري.. و الحد من خطورته
و ايقافه كانت من أكبر المشاكل … الي عن وصل بهم التفكير في إصابته
و هذا ما حدث بالظبط من فريق المدينة الند التقليدي لفريق الرابطة
الحديث معه جميل … عن الزمن الجميل… وذو شجون….. يقول
المرور من دفاع فريق المدينة وإحراز الاهداف ليس بسهولة… وصعب جدا
و رأس الحرب مهمته إحراز الاهداف و زعزعة وخلخلة خط الدفاع
وصناعة الفرص لزملائه…. فلذلك .. عملت دراسة وافية وبحث
عن نقاط ضعف دفاع فريق القوي المدينة فردًا فردًا…. قال بالنسبة
للمدافع أبراهيم بدوي شقيق كل من امين و مامون بدوي والمشهور ب ابراهيم جيمس
كان حمي خفيفة وسهل المرور منه ولا يحتاج لدرس عصر… مولانا عوض حسين
كابتن الفريق… كأن يمتاز بالسرعة والقوة والحماس.. لكنه من عيوبه
عندما يجي شوت الكورة بقدمها متر عشان يشوتها… هنا بس انا بخطف
منو الكورة.. وتاني يحلو منها الحلة البلة.. إلا يجيبها من الشبكة
بالنسبة للغزال الاسمر … النحيف الطويل رجب خير.. كان حريف جدا
وصاحب إمكانيات … لكن كنا بنعدي منو .. ب خت و هات… وان .. تو
مع صالح تية او خضر فريجي.. بتشتت تركيزه.. و الحكاية ده كان بتعمل ليو جن
اما بخصوص المدافع بلال ماندي… فاعترف بانه من احرف المدافعين … لعيب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. و لا يمكن المرور منه…و مستواه يأهله للعب في المنتخب السوداني
فكنت بكون قريب منه.. و بقفله بجسمي.. و ده الحل الوحيد كان امامه
و هذا هو سر إحراز وصناعة الأهداف في مباريات الديربي التي
لاتنسى… وتظل علاقة في الاذهان… وألي تحليل أخر … ان امد الله في الآجال
دمتم بخير وعافية
الي الملتقي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...

-
الشهيد/ احمد الرضي جابر عمل بالتدريس وتدرج حتى مرتبة الموجه التربوي ومساعدا للمحافظ للشؤون التربوية بمحافظة اعالي النيل (ملكال) وكان س...
-
أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. .. كتب حسن عثمان/ وحسن قسم الله ابوجميل عبيد محمد نور صاحب أشهر بازار فى الإقليم الجنوبي. ...
-
معلومات مهمة وتاريخية عن مدينة ملكال... *تحويل عاصمة المديرية لمدينة ملكال كان ذلك عام 1916 ولم تكن هى العاصمة قبل ذلك التاريخ بل كانت العا...