الاثنين، 24 نوفمبر 2014
السيرة الذاتية للشيخ عوض عجب
السيرة الذاتية للشيخ عوض عجب
• عوض عجب فضل المولى
• مواليد كدوك ـ اعالى النيل 1936م
• تلقى تعليمه برومبيك حيث تعود أصوله
• ثم معهد ملكال العلمي بمسجد فاروق بملكال الكبير (الذي أسسه الملك فاروق ملك مصر والسودان في ذلك الوقت) حيث كان يتبع للأزهر الشريف، وكان منارة لتلقي العلوم الإسلامية والوعظ والإرشاد لجميع المسلمين بالمنطقة.
• كذلك عمل بالاتصالات السلكية واللاسلكية بولاية اعالي النيل.
• عمل كذلك الشيخ عوض بالشرطة ـ وعمل بعدة مراكز بولاية اعالي النيل وتدرج الى ان وصل رتبة مساعد.
• نقل لوزارة الداخلية بالخرطوم ـ الشؤون الاجتماعية ـ لحين تقاعده للمعاش.
• نال نوط الخدمة الطويلة الممتازة بالشرطة.
• ثم عمل بالسلطة القضائية ـ شؤون الدعوة ـ مؤذناً لمسجد مجمع المحاكم الأوسط بأمدرمان.
• نشاطه الصوفي:
- تتلمذ على يد الشيخ الماظ ومن بعده ابنه موسى الماظ (شيوخ الطريقة السمانية ملكال) وأحياء ليالي الذكر وليالي المولد النبوي الشريف بالزاويا بحي الدينكا ملكال.
• حسب رواية الشيخ سيد قود (بأن شيخ عوض في صباه زاره احد الاشخاص وذكر له أن يذهب لام درمان لأخذ الطريق من الشيخ الطيب (ام مرحي) شمال امدرمان .. وقد فعل وذهب وأخذ الطريق من الشيخ الحسن (بام مرحي).
• له العديد من الصلات مع شيوخ الطرق الصوفية بجميع ولايات السودان القديم حيث كان يغادر كثيرا للولايات للمشاركة في المناسبات الصوفية.
• كان مشاركاً فاعلاً في المناسبات الاجتماعية ( مأتم + أفراح ) الخاصة بأبناء الملكية وغيرها وإصلاح ذات البين.
• اجتهد كثيراً لتأسيس مسجد ومسيد للطريقة السمانية بملكال وصلت مرحلة اخرط والرسم وصدق له بذلك لكن الاجراءات الادارية لم تكتمل.
• أنشاء زاوية للطريقة السمانية بمنزله بأمبده ح 21 مازالت تواصل نشاطها بقيادة خليفته أبنه الطيب عوض عجب.
• توفى في العام 2013م بأم درمان .
نسأل الله له الرحمة والمغفرة
رسالة مؤسس اكول للواء م بشرى احمد ادريس
كتب: لواء م بشرى احمد ادريس .......
................
الأهل الكرام:
أرجو أن أنقل لكم نص الخطاب الإلكتروني الذي أرسله لشخصي الاخ/موسس أجاوين يوم 1/4/2014 لما ورد به من تقدير وتحية للملكية.
أخي العزيز/اللواء بشري نعم أخي،ورب أخ لم تلده أمك،ومثل هولاء الاخوة كثر في ملكال عامة وفي حي الملكية العريقة بصفة خاصة.
أحيك أخي بشري وأبعث لك بالشكر اجزله للكلمات الطيبات والصادقات عن والدنا المرحوم اكول اجاوين وعن الملكية وعبقرية المكان ولقد قلت يا أخي قولا مؤثرا عن هولاء الافياء الذين بذلوا
النفيس رخيصا في سبيل التعايش السلمي بين اهل اعالي النيل ولقد ارسي هولاء البررة ارضية صلبة لمستقبل باهي،ولكن هيهات هناك الان من ينحر الماضي الزاهي ويطلق الرصاص علي الحاضر بلاهوادة ويؤد المستقبل في مهده إن الذي يحدث في مدينتنا الحبيبة كابوس لا يمكن لعقل الانسان ان يستوعب وحشيته وهمجيته وقساوته.
لك التحية اخي بشري وعبرك نبعث بتحايانا الحارة واشواقنا الزائدة لاهل الملكية أينما تواجدوا ويقيني ان بعد العسر يسرا،وبعد الغيث قوز قزح يدخل الامل في الالباب.
لقد ارسلت خطابك الالكتروني لكل من دكتور لام ومولانا يوهانس وهما شاكران لك المودة والعشرة الطيبة
تقبل تحيات اسرتي الصغيرة لك ولاسرتك الكريمة.
موسس اكول
انهم يغتالون ذاكرتي...أنا ملكال ..
انهم يغتالون ذاكرتي...أنا ملكال ..
بقلم: السفير موسس أكول أجاوين
الأحد, 23 /مارس 2014
طفلة لم تبلغ السادسة من العمر بعد، رفعتْ وجهها الحزين وببراءة سألت والدها "أبي, على من يطلقون النار فى المدينة ليلا ونهارا؟ " سألتْ سؤالها هذا والحزن يكسو وجهها الصغير ودموع حيرى ترقرق في مقلتيها. تململ الأب في مجلسه. تحاشى النظر اليها، ورحل ببصره صوب الافق الاخضر. لقد أخذه سؤالها على حين غِرة. حاول الهروب ولكن نظراتها المتوسلة لاحقته بعزم كما يلاحق الليل النهار.
ضمها الى صدره وحاول الهروب بمعسول الكلام، إذ قال لها مطمئنا "لا تبالين ياصغيرتي. إنهم يطلقون النار لأنهم أناس أصابهم الجنون وفقدوا رُشدهم بحيث انه لم يعُد في مقدورهم فرز الامور من بعضها البعض. يآلهم من قوم إختلط في دنياهم الحابل بالنابل، وتشابه عليهم البقر، وأصابهم البكم، وأعمى الجهل بصرهم، وأصبحوا لا يفرقون بين الليل النهار".
لكن نبضات قلبه المرتبكة كانت تنبئ بغير ما جاء على لسانه. تأملتْ أسارير وجهه النحيل، وفي نبرة مفعمة بحكمة لا يتعلمها المرء الا من مدرسة الحياة، قالتْ والشك لا يخالجها : "أبي، إن الذين يطلقون النار ليسوا مجانين وليس صحيحا إنهم لا يفرزون هذا من ذاك، إذ شاهدتهم يفرزون الأطفال وذويهم من الآخرين ومن بعدها يصرخ الاطفال واُمهاتهم ثم يسقطون جمعياً على الارض وينامون بدون غطاء وبدون حراك ومن ثم يقوم هولاء المسلحون بإطلاق الرصاص فى الهواء، ويضرمون النار فى المنازل قبل ان يفرون بالغنائم." وأردفتْ بنبرة حاسمة " أبي، إن هولاء الناس ليسوا مجانين، أليس كذلك
!"
هرب الأب بنظره مرة اُخرى وحلّق فوق الاُفق البعيد, إلا إن نظره إرتد إليه كالصدى وولج في صدره كألم لا يمكن الغض عنه. وبينما كانت أنامله الطويلة تداعب ببطء شعرها الأجعد، وبينما ظل شاخصا بنظره نحو الاُفق، ململ ونمنم كمنْ يمشي في نومه، وقال لها بصوت خافت كدبيب النمل "كلا يابنتي، إن هولاء الناس ليسوا بمجاذيب بل انهم يدركون تماما ما يفعلون وما يريدون."
أبرقتْ عيناها الصغيرتان وتلألأتا كمشكاة فيها شموع عيد ميلاد، وغمرت فرحة عارمة وجهها البرئ، وفي لحظة فرح نادرة في أتُون المصائب التي تجتاح المدينة منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، قفزتْ في الهواء فرحة وكأنها قد ربحت رهانا لتقول "ألم ..." إلا انها لم تكمل جملتها، إذ أخذت تصرخ من الألم الشديد. آه، إنه الألم الذي يقتل براءة الطفولة وأحلامها.
في غمرة فرحتها أرادت الإبنة أن تقول لوالدها "ألم أقُل لك أن هولاء ليسوا مجانين"، لكن الصغيرة نسيتْ أن رصاصة طائشة متمردة قد إستقرت في ساقها قبل بضعة أسابيع.
وبعد لحظات قضتها في نحيب، إستردت الصغيرة حيويتها وإبتسامتها المُعُدية. نسيتْ آلآمها وجفتَ دموعها كما تجف الماء في الجروف، لكن الدموع المتجمدة على خديها قد نقشت لوحة تحكي قصة أحزانها. أردفت الطفلة في هدوء وكأنها تخاطب أحياء وموتى قومها سوياً. "ألم يقتلوا العم ابان ايونق والمهندس انجلو اوطو والاستاذ كيمو ناكواروآخرين؟" سالتْ والدها وهي غير آبهة بالآمها.
"نعم, لقد قتلوا أيضاً إبن عمك اوكويج وعمك اوفارض فقد زوجته وإبنتيه في النيل غرقاً كما فقد الآلآف أرواحهم."
بدتْ الصغيرة منهمكة في التفكير برهة، وأخذت عيناها تسافر بلا قِبلة فوق أناملها التي تداعب سوار البلاستيك الأخضر الذي يزين معصمها النحيل. وفجأة وبدون أن تنظر إليه، سألتْ "ولماذا يريدون قتلك يأبي؟"
أقرورقت عيناه، وتلعثم قليلا. ونبتت ذرات العرق على جبينه رغم أنف نفحات الشتاء. صمتَ حيناً وصمتتْ هى الأخرى لصمتِه.
"إنهم يريدون قتلي ليس لشخصي بل لأنني أنا."
"ومن أنت، يأبتي؟"
"أنا العُمدة دينق فرج قائد فرقة أعالي النيل للفنون الشعبية، أنا أدينق ضينق، و عوض دوكة، وأحمد محجوب صاحب الموبيليات، وإبراهيم جالدونغ، وأكول حكيم، وأيول صباح الخير، وناتوالي القابلة الصحية، وعلوية عبدالفراج مربية الاجيال، وجونسون ملوال ليك، وماهر النجار في الري المصري، وعبدالعاطي الموسيقار، وهمروس الإغريقي صاحب الطاحونة بحي الملكية، وجعفر ناظر محطة البواخر النيلية، وأمبروس صاحب السينماء المتجولة، ومونسينيور موجوك مطران الكنيسة، وخميسة الميكانيكية، وجمعة أمان الفنان، واُوراج أوك هداف فريق النسر."
أنا ملكال ...أنا كل الذي كان، وأنا كل الذي سيكون. أنا ملكال تلك المدينة التي كانت تمشي الخيلاء وتتبختر على ضفاف النيل عند الاصيل وتخلد للنوم كطفل قرير العين كلما عَسعَسَ الليل. إنهم يريدونني الآن مدينة بلا ذاكرة، وبلا ماضي او حاضر، وبلا مستقبل او هوية. إنهم يريدونني مدينة من الاطلال والقبور لا تشرق فيها الشمس، وتنبت على جنبات طُرقاتها ورد أسود، مدينة يزورها الموت محمولاً على أكتاف الليل. ولكن لأنني أنا ملكال، سأنهض من الاطلال كما العنقاء من الرمضاء، طال الزمان أو قصر."
بدتْ االصغيرة مشدوهة كمن تستمع لعندلة عندليب حزين او لسجع قمري جريح في براري الوحدة والألم. وفي لحظة خاطفة تفوح منها عبق الطفولة، وضعتْ الصغيرة يديها النحيلتين على خاصرتها وقد إرتسمت على وجهها إبتسامة نضِرة كصحابة خريف. قوست ظهرها القصير وأشرأب عنقها نحو أبيها حتى كاد رأسها يلامس جبينه الندي، وفي دعابة مشحونة بالتحدي سألت. "من انا اذاً، يأبي"
إسترختْ أسارير وجهه، وتصاقطت طبقات التعب وحلقات الالم من وجهه رويداً كما تتصاقط أوراق الشجر في الخريف. ودبتْ الحياة الى وجهه من جديد، ولمعت عيناه وكأن ستار الموت قد نزع عنها نزعاً للتو. تناثرتْ إبتسامة عريضة غمرتْ شفتيه كما تغمر النيل شطيه. رفع راسه ورمى بنظره بعيداً حتى إرططم بجدار الحقيقة الذي كتب عليه بخط عريض ان هناك من يريده مطأطأ الراس. أدرك الأب حينها أن الأسوار العالية حوله، والتي نُصبتَ عليها أسلاك شائكة كأسلاك سجن غونتانمو هي شريان حياته وملاذه الاخير لحفظ ذاكرة ملكال.
"نعم، من أنت؟" ردد سؤالها بينما أمسك بها من ابطيها يهذها برفق، وبدتْ كفراشِة تتأرجح على فَنن. قال لها "انهم الآن يطلقون عليك لقب "نازحة"، وقد حاولوا عبثاً أن يضعوا على رأسِك تاج الذُل، وأن يلبسوك ملابس رثة تفوح منها رائحة الموت. لكن أتدرين ياصغيرتي إنك أميرة من سلالة الملوك؟" "أجل، جَدتك الملكة أبوضوك بنت بَوش، سِت جيلها، حكمتَ القبيلة لعقد من الزمان (1662 – 1652)، و لم تكن لها مثيلة في زمانها الا الكنداكة. أما جَدك المك كور نيضوك الأعظم، فقد أرعب وأرهق الفرنجة حتى عندما كان مكبلاً بالقيود في منفاه على مرمى حجر من مقرن النيلين."
"أبتاه، هذا عظيم جداً. أكاد أطير من الفرح !" "اذاً، من هم هولاء الاشرار الذين يقتلون كل هذه الاشياء الجميلة؟"
نظر إليها مشفقاً وكأنه يخاف عليها من تناقضات الحياة. "إن هولاء الناس هم بنو جلدتك! هم أهل لنا و نحن أخوالهم وجيرانهم. لقد عشنا السنين العُجاف سويا كما خُضنا الحرب اللعينة جنب الى جنب. نحن وهم لحما ودما. أتعلمين ان والد صديقتك مارثا من الذين يريدون قتل كل هذه الاشياء الجميلة؟ لكن رغم ذلك انه من الأهمية بمكان ان نتحلى بالصبر وأن لا نرُد الصاع صاعين. ولأننا جُبِلنا على تحمل الشدائد ووضع المصلحة العليا نصب الأعين، لا يسعنا الآن إلا أن نردد قول الشاعر:
بلادي ان جارت علي عذيذة
وأهلي ان ضنوا علي كرام
أجهشتْ الصغيرة في البكاء، وبكى الأب في صمت لدموعها وحزن مرير يعصر قلبه، وما أمّر دموع الرجال لاسيما عندما تختلط بدموع الاطفال وعويل الاُمهات الثكلى ودموع الذاكرة والذكرى.
moses_akol@yahoo.com
http://www.sudanile.com/…/34-2008…/65995-2014-03-23-15-28-53
* نشرها موسس اكول اجاوين وهو من ابناء الملكية ... بموقع سودانايل
ملكال الجريحة
ملكال الجريحة
شوقي بدري
03-20-2014
بعد امدرمان فماكال هي احب مدينة الي قلبي مثل رمبيك التي وعيت فيها بالدنيا . وكنت احس كل الوقت بعد الانفصال بان الحبيبة ماكال ,, الاسم الاصلي وليس ملكال ,, ستتعرض لما تعرضت له الآن من تحطيم وحرق واغتيالات . اكبر مشكلة تعرضت لها ملكال في كل القرن الماضي ، هي دخول اربعة افيال في النهار في 1957 . وكان الشلك قد طاردوهم بالحراب في الشاطئ الغربي . ولقد قتل احد الافيال بالقرب من منزل المدير وفي اكبر شارع في ملكال . وقتل الثاني بالقرب من الشاطئ . وهرب اثنان الي النيل .
والمشكلة الثانية كانت عبارة عن قرنتية او فرس نهر كانت تسكن في الجزيرة امام مد رستنا في فريق اصوصة ، وبالقرب من منزل العم حمو الذي كان مامور سجن ملكال وشقيقه علي قيادة البوليس في جوبا. وكانت القرنتية تهاجم الناس ومراكب الشروك وهي المراكب المنحوتة من جزوع الاشجار . واتي العم حسن سمك مسئول مصائد الاسماك . واطلق النار عليها . وكان هذا في الصباح في مارس1959 . وسمعنا ان القرنتي الميت يطفو بعد 6 ساعات , وفي العصر , كان اللحم يقسم . وفاز المستجدون من البوليس بنصيب الاسد . فيما عدي هذه المشاكل البسيطة . كان السلام يعم ماكال حفظها الله .
عندما ارجعت عصي الكجور الي النوير بعد ان مكثت في بريطانيا 86 . قلت وكتبت موضوعا تحت عنوان عصاة الكجور . وابديت تخوفي من ان تستغل تلك الخرافة في اشعال حروب . لان الخرافة تقول ان العصي ستجعل النوير يحكمون البلد . وكنت اهيب بالدكتور رياك ان لا يلتفت الي تلك الخرافة لان النوير يحكمون الآن وهو نائب الرئيس . وهم المجموعة الاكبر في جيش ِجنوب السودان . والآن تنقل العاصمة الي ارانق او الرنك ، التي هي بلدة صغيرة بالمقارنة بماكال .
ماكال
________________________________________
شوقي بدري
25-01-2009
ماكال
قرأت موضوعا قبل فترة ، ويدور الان نقاش حامي عن نقل العاصمة جوبا لان الباريا لا يرحبون بالاخرين...الخ.
ما يهمني انا جدا هو ان بعض اقلام الدينكا قد بدأت تتحدث عن ملكال كمدينة للدينكا وانه ليس للشلك اي دخل بها. اذكر انه في سنة 1970 في نقاش في جامعة لند بالسويد ان احد الايرانيين المتشنجين ترك موضوع النقاش وبدأ في مهاجمة كل المتحدثين. ورفض وصف البعض للخليج بأنه الخليج العربي. وعندما لم يستطيع اي احد ان يقنعه. لانه حسب فهمه ان ايران اقدم حضارة من العرب واكثر عددا من العرب في الضفة الاخري., قال له عبدالهادي البحريني وهو محاضر في جامعة لند, ان الخليج ليس بعربي او ايراني. انه امريكي. وسيظل امريكيا طالما نحن نتحدث بهذه الطريقة فالاسم ليس مهما.
لقد ارجع اهل الخليج سفنا وبضائعا لانه مكتوب علي بوليسة الشحن الخليج الفارسي. والان بعد سنين من المعاناة وملايين الشهداء. يضيع الناس في الجنوب الوقت والجهد في قضايا انصرافية بدلا عن التفرغ لبناء البلد. الوجود الشمالى خاصه ما عرف الجلابه , كان نوعاً من الاستعمار الاستيطانى لم يراع حقوق الجنوبيين . والمصريون كانوا يتحدثون عن حيهم فى ملكال ويوصفونه بالمستعمره المصريه .
انا كنت من سكان ملكال واحبها بعنف. واتمني لها كل الخير. وقديما لم يكن هنالك وجود للشلك او الدينكا في داخل ملكال. كان هنالك اربع احياء. اكبرها حي الجلابة. وهم الذين كانوا يسيطرون علي كل شيء. وحي المديرية. ويسكنه الموظفون وهؤلاء كانوا جميعا تقريبا من الشماليين. والري المصري الذي كان شمال السوق ويحتله المصريون. ولهم ملاعبهم ومدارسهم الخاصة والحي محاط بالاسلاك الشائكة. وحي الملكية الذي هو اقل حظا من المدنية. ولقد قال زميلي في المدرسة فاروق دينق وهو من الشلك (تعرف يا شوقي انحنا عندنا ناس في الملكية عندهم سراير في بيوتهم). وهذا يوضح التهميش الذى كان يتعرض له الجنوبيون فى بلادهم . ووجود الشلك والدينكا خارج الملكية او اصوصة او الدليب كان يعرض الدينكاوي والشلكاوي للمسائلة في حي الجلابة انت منو وشغال مع منو ؟ وكان من الشلك من يتمكن من الغة العربية خيرا من اهل الشمال . وكانت لغة التخاطب هي الشلكاوية او العربية.
والان عندما صار الجنوبيون يحكمون انفسهم فمن العبط الاحتراب. فالمدن ليست مزارع. وفي المدينة يعيش كل الناس سواسية. والجنوبيون قد صاروا الان اسياد بلادهم.
ملكال او ماكال كما يقول الشلك عرفت بانها بلد الشلك. وانا لا اقول هذا لان ابنائي يحملون دماء الشلك ولكن هذه الحقيقة. والعاصمة لا يجب ان تتبع لاي انسان. فامدرمان اكبر مدينة سودانية. بدأت كبلدة كوشية . ثم صارت العاصمة الوطنية. لقد وسعها اتخاذ المهدي لها كعاصمة . وكان وقتها الجموعية هم سكان البلدة. ولكن الجموعية لا يمكن ان يطلبوا من اي انسان ترك امدرمان وليس عندهم الحق في هذا الطلب. امدرمان مليئة بالدينكا والشلك.
هذه النعرة القبلية ستسعد اعداء الجنوب. وكما ردد الاستعمار من قبل ردد الشماليون اسطوانة ان الجنوبيين لن يستطيعوا ان يعيشوا في سلام مع بعض وسيذبحون بعضهم البعض اذا وصلوا الي كراسي الحكم . وهم لصوص لا يهمهم غير السرقة والسكر.
وانا لا اريد ان اغبط الدينكا حقهم. فثلاثة من ابنائي يحملون اسماء دينكاوية. جاك. منوابيج. وهو من دينكا بوروابن خال مولانا ابيل الير. وفقوق نقور شقيق الناظر الحالي يوسف نقورفي الرنك , وهو ابن الوالد نقور جوك عمدة جلهاك. و لايمكن لاي عاقل ان ينكر ارتباط الشلك بماكال. وحقيقة ان اغلبية الشلك سكنوا في الشاطئ الغربي. وكانوا يحضرون في الصباح بالشروك لتزويد ملكال بالخضروات والسمن وكثير من المنتجات حتي الفحم والحطب والقصب والطرور والشرقاني والخراف والماعز والابقار والسمك. ولا ازال اسمع ندائهم. سيانق سيانق ابوب. وهم ينادون علي القصب والطرور. فاالطرور يستعمل في عمل السياج وهو النبات الوحيد الذي لا يأكله النمل الابيض.ويبادر الناس بعضهم بالتحية الشلكاوية ,, ابي نجل او ايبي جاندينق ابي نجالدونق ، ابي نجان ,, ازيك يازول او ازيك يازولة ازيك يا كبير ازيك يابت . .
من الواجب ان نتخلي عن ثوب القبيلة لكي تولد الامة . والشلك والنوير والدينكا والانجواك هم نفس المجموعة خاص الدينكا. وكم كنت سعيدا في الخمسينات عندما لاحظت كثيرا من الزيجات المختلطة بين الدينكا والشلك . وكان الحبيب اتيم معلمي في الدنيا وهو من الدينكا متزوج من شالكاوية. وان كان البعض يعزي زواج الدينكا, والنوير من الشلك لقلة عدد الابقار التي يطلبها الشلك للزواج من بناتهم . وان لم ينكروا مقدرتهم العالية علي الطبخ وتزيين انفسهم والمنزل .
. ان وقت الحروب والاحتراب قد انتهي.
في فترة انتفاضةالجنوب في سنة 1955 هرب الكجور داك ديو من السجن في ملكال. وكان قبل اعتقاله قد تسبب في عمليات نهب وقتل. فلقد اعاد الاسطورة القديمة, بانه اثناء احتضار الجد الاول ابيندينق كان من الواجب ان يرث البقرةاجانق وان يأخذ اخوه نوير العجلة ولكن جانق اخذ العجلة والبقرة . فقال والده لا تغضب ، فانت ستسرق ابقار ابناء جانق كل الوقت. ولهذا حسب النوير ان عندهم الحق في نهب ابقار الدينكا. وبسبب هذه الافكار انتزع النوير جزيرة الزراف من الدينكا بالرغم من انه للدينكا هرم ديني في الجزيرة وهو ابوم ايويل . النوير هم المجموعة الوحيدة في المنطقة التي لاتفصلهم قبائل اخري. ولم يكن هنالك غير مثلث صغير محصور بين خور فلوس وسوباط يسكنه بعض الدينكا يسكنون حول البلدة اتل.
اذكر ان العم حاج عمر التاجر صاحب السينما الوحيدة في ملكال كان يضع يده امام فمه عندما يضحك. وكانت عمامته تغطي كل جبهته . وعرفت ان النوير قد انتزعوا اسنانه الامامية وقاموا يتشليخه مثل النوير او الدينكا حتي يصير كاحد النوير . وهذا في زمن سحيق.
اظن اننا قد تعدينا فترة تشليخ الناس بالقوة او فرض افكارنا علي الاخرين. فحتي بعض الدينكا يبدون امتعاضهم من دينكا بور لان بعضهم لا يتشلخ او لا ينزعون اسنانهم الامامية في الفك الاسفل. وهذه عادات قد عفي عليها الزمن. فنفس الشيء كان يحدث في الشمال بواسطة الشلوخ. والغرض كان تأصيل القبلية. ومن المؤلم ان الانقاذ قد اعادت هذه الاشياء حتي تفرق بين الناس. اذكر ان احد الاخوة الكينين قال لي انه قد ظهرت قبيلة جديدة في نيروبي. وهذه القبيلة اسمها مرسيدس بنز. وهؤلاء هم الاغنياء الذين يستخدمون المرسيدس بنز . وهؤلاء يحتقرون حتي رجال قبيلتهم . ويرتبطون بافراد قبيلتهم الجديدة اهل المرسيدس بنز.
في سنة 1964 ونحن في كورس اللغة في مدينة تبليتس في شمال مقاطعة بوهيميا في تشيكو سلفاكيا في قاعة الاكل, سمعت اثنين من ابناء الاشولي , وكان هذا يوم الخميس وهذا ما كان يعرف عند التشيك ب(بزماسني دين) وتعني يوم بدون لحم وكان يقدمون لنا الخضروات المقلية او شئ اخر. ومن محادثتهم ميزت كلمتين. نجنق ورينق. وفهمت ان احدهم لانه تمساح يحتاج لرينق وهو اللحم. وعندما قلت له بالانجليزية انا كذلك تمساح احب اللحم . وصارت بيننا ود وصداقة. فالاشولي قبائل نيلية انتقلت الي يوغندا وكينيا واحتفظوا باللغة النيلية. فلماذا يصعب علي الشلك والدينكا ان يتعايشوا في امان وهم اخوة. ولغتهم متشابهة.
ولقد شاهدت النوير والانجواك قديما يعيشون في امن وسلام في الناصر. هل صدق المستعمر عندما قال اننا لا نصلح لنحكم انفسنا.
في سنة 1994 وعندما حضر مصطفى اسماعيل وزير الخارجيه والفريق محمد احمد زين العابدين السفير السابق فى السويد , كان بصحبتهم اقنيس لوكودو والى جوبا . وهى ابنه خال رفيق طفوله وصباى عيسى عبد الرحمن سولو ابن زعيم الباريه وانجلو بيدا نائب رئيس البرلمان السودانى , استغربت للتشكيله . وقلت لانجلو بيدا . لماذا تتعاونون مع الاخوان المسلمين . انا شمالى وكل حياتى انادى بحق تقرير المصير للجنوبيين . وانجلو بيدا من الزاندى وكان يقول انهم يتعاملون مع الاخوان المسلمين حتى لا يقعوا تحت تسلط واستعمار الدينكا . والاخت اقنيس كانت تؤيد كلامه .
فى مؤتمر فى مدينه لوند الجامعيه جنوب السويد لفت نظر الاخ البروفسور بيتر نجوت كوك الى نقطه تخوف القبائل الجنوبيه الاخرى من تغول الدينكا . واغضب هذا اصدقائى فليب دينق ومارتن مجاك . الا ان بيتر طمئنهم قائلاً شوقى معانا لكن عاوز يفتح الموضوع ده . هذا الموضوع محورى والظلم هو الظلم ويجب ان لا يسكر الثوار بخمر النصر .
التحية
شوقي بدري
shawgibadri@hotmail.com
نشر بموقع الراكوبة
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-47198.htm
شريط زكريات ملكال لا يسعه مكانا ولا زمانا.
شريط زكريات ملكال لا يسعه مكانا ولا زمانا.
كتب: لواء م بشرى احمد ادريس .....
................................
فلنقف قليلا مع ظرفاء المدينة تغمدهم الله جمعيا بواسع رحمته بقدر ما ادخلوا البهجة في مجتمعنا حين الافراح ووقت الاتراح نذكر منهم :
ابونا غريب عوض الذي لم يسلم احد منا من رصعة عكازه.
ابونا عبدالله بشير واناقته باللبس الافريقي والصقر الذي زين به سطح منزله.
ابونا ميرغني وهو يردد (هجل/ هجلج) وهو في حالة عصف ذهني صوفي.
ابونا ابراهيم المشهور بطقو فرفر وهو يلوح براية الخاتمية اثناء زفة المولد"و مطاردته للاولاد في معركة الزلابية في اماكن الحولية.
مالينا الخفير المرعب بالري المصري ورغم رعبه الا أن معتادي سرقة المانقو من ابناء الملكية كانوا اشد دهاء
ابونا رمضان كوناريت وحركاته الاكروباتية.
ابونا علوي و رمضان كور واخونا محمد معروف وتشجيعهم الفكاهي اثناء مباريات الرابطة ضد المدينة.
وأخيرا وليس اخيرا ذلكم ميك الذي يمشي مابين الملكية والسوق الكبير يوميا كما ولدته أمه و ينادي اي شخص باسم محمد"ولقد كان إختفائه اشبه باختفاء ضو البيت في رواية الطيب صالح المشهورة (ضو البيت)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...

-
الشهيد/ احمد الرضي جابر عمل بالتدريس وتدرج حتى مرتبة الموجه التربوي ومساعدا للمحافظ للشؤون التربوية بمحافظة اعالي النيل (ملكال) وكان س...
-
أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. .. كتب حسن عثمان/ وحسن قسم الله ابوجميل عبيد محمد نور صاحب أشهر بازار فى الإقليم الجنوبي. ...
-
معلومات مهمة وتاريخية عن مدينة ملكال... *تحويل عاصمة المديرية لمدينة ملكال كان ذلك عام 1916 ولم تكن هى العاصمة قبل ذلك التاريخ بل كانت العا...