الخميس، 11 يونيو 2020

مدينة ملكال أحداث لا تنسى
لواء ش م بشرى احمد ادريس

غزوة الأفيال ، سرقة البندقية، معركة القرنتية✍🏿
هذه الأحداث الثلاثة كأنها دراما من الخيال ، بيد أنها حدثت بيانا عيانا ، منا من شهد تفاصيلها وفهم وقائعها حتى ظلت راسخة في ذاكرته ومنا من ليس كذلك بحكم عامل السن ( أقصد صغر السن سيما زمن غزوة الأفيال وزمن سرقة البندقية )
✍🏿 ذكريات نصوغها بمسوغ تباريح الحنين إلى الأيام الخوالى التى صارت عصية على مفارقة ذاكرتنا طرفة عين تتراقص أمامنا كقطرات المطر وكذرات الندى وهى تعانق الثرى فبنداح فينا دعاشا منعشا .
✍🏿 غزوة الأفيال
فى إحدى أيام عقد الخمسينات كانت ملكال كعادة أهلها وسكانها يستظلون بالهدوء ويمشون على طينها ووحلها وفرناغتها ، ويتحدون بالالفة الجميلة ظلام ملكال الدامس...صباحهم مسرة ونهارهم فرحة وليلهم سكينة بل كل أيامهم تفوح بعبق الأنسنة .
أستيقظ الناس ذات صباح وخبرا أن قطيعا من الأفيال قد غزى البر الغربى فى إتجاه دنقر شوفو ، فهرع الناس كل الناس وحدانا وزرافات لمشاهدة هذا الغزو الناعم ويستمتعون ملئ أبصارهم كيف الأفيال تمشى الهوينة فمن الناس من اكتملت فرحتهم ومنهم من ظل ما بين الخوف واللاخوف حتى أختفى الغزاة من ابصار الناس ليصبح ذلك يوما مشهودا ومرصودا.
✍🏿 سرقة البندقية جيم 3
كان ذلك يوما من أيام عقد الستينات وفى صباحات إحدى عطلة يوم الأحد وعلى هرج ومرج وصخب ضوضاء سوق الجو بحى الملكية سرقت بندقية ماركة جيم 3 من أحد جنود الجيش التابعين لحامية ملكال وكان من رواد الجو وعشاق العسلية او من محبى ام بخى ، أما سكو سكو لم يكن مستلطف لدى السكرجية ولم يعرف الجو فى ذلك الزمان عرقى البلح ، الكل غارق فى مستنقع العسلية وأم بخى ، ففى ذلك الجو البهيج وبداخل احضان إحدى القطيايات سرقت البندقية فلما أفاق الجندى من غمرة سكرته علم بورطته وعلم الجيش بذلك وعم وذاع وتفشى الخبر وهاج وماج الجيش وهددت قيادة الحامية بأن تحول الملكية الى رماد إذا لم يتم إرجاع البندقية خلال 48 وكردنت الملكية وبلغت قلوب الناس الحناجر ورأى الناس بخيالهم كيف يطلق الجنود الرصاص عليهم بلا هوادة...كانت البوليس بقيادة الملاحظ صمويل أرو ندا قويا عندما أعلنوا بأنهم لن يتركوا الجيش يطلق رصاصة واحدة نحو المواطنين ، وفى تلك الأجواء المكفهرة عثرت امرأة طرشة على البندقية بمقابر الحاج ود زينب...كان ذلك طوق نجاة من لدن الله الرحمن الرحيم فعمت الفرحة وغمرت الطمأنينة الناس ويبقى ذلك من أيام الرعب المحفورة فى ذاكرة ملكال.
✍🏿 معركة القرنتية
العام 1975 كانت مدينة ملكال على موعد غير معلن مع حرب الشوارع والكر والفر على موعد مع اناشيد الحرب واغاني الحماسة كان يوم النجيع الاحمر الذى تدفق فى الشوارع والازقة كان الحديث بركانا ،كل طرف كان يسعى إلى إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر كان يوما ليله كنهاره كان الكل شاهد ومشهود ، كان اهلنا الشلك وأهلنا النوير هم القاتل والمقتول بالكوكاب والحربة والعصاية اوليل ، كان يوما طويلا طاقت به المستشفى بما رحبت من الجثث والجرحى كان الخزى والعار فقد غابت الحكمة كما يحدث الآن .
كانت بداية المأساة ( صاد أحد القساوسة من أبناء الشلك يدعى بيو ، قرنتية وقام بسلخها فى مشرع دنقر شوفو فأخذ كفايته من اللحم والجلد وترك الباقى للاشخاص الموجودين كان أغلبهم من الشلك والنوير ، تنازعوا حول الاستحواذ على رأس القرنتية وسرعان ما تحول الأمر إلى عراك فانتشر الخبر وسط القبيلتين ليندلع ذلك القتال الدموى ولمدة يومين فأعلن محافظ المديرية بيتر جاركوث حالة الطوارىء لوقف ذلك الاقتتال الذى سبب خسائر كبيرة فى الأرواح وأعداد أكبر من الجرحى.
تم حسم الأمر وشكلت محاكم خاصة من العمد والسلاطين ) من كتاب مولانا حمزة محمد نور ذكرياتى من أوراق قاضى سابق.
أصبحت معركة القرنتية من الأيام السوداء والحزينة فى تاريخ مدينة ملكال.
🖋 لواء بشرى احمد ادريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...