المرحوم أحمد زايد بلال:-
كتب: لواء م بشرى احمد ادريس
حينما نحيي زكري شخص قدم الكثير وأعطي بسخاء لاهله وبلده فان زكراه تحيي في دواخلنا أشياء جميلة وتبقي ملامح هذا الشخص كقطرات المطر تتراقص علي جفوننا بين الحين والحين ، تغمرنا السعادة ونحن نتصفح ونسوح في دنيا شخص ظل يرفرف خفاقاً كالعلم وعاش بيننا قامة شامخة وهامة سامقة وقمة شماء الي أن أتاه اليقين فهو في برزخ الي يوم الدين طيب الله ثراك يا ذو الخلق الرفيع.. أحمد زايد بلال لاشك أن الذين عرفوه عن قرب كثر سواء في محيطه الصغير ملكال أو في محيطه الكبير اي المواقع التي عمل بها في السودان أو في المحطات الخارجية التي نقل اليها..احمد زايد سليل مملكة الشلك العريقة الحاضرة بروعة أهلها والراسخة بعظمة حضارتها، هو شخصية متكاملة، متسقة، مموثقة ومتناغمة مع إيقاع الحياة ، متجانسة مع مفردات الزمان ومتفاعلة مع تفاصيل المكان، والده زايد بلال أو زايد أفندي كما كان يحلو للناس مناداته تقديرا لوظيفته وتبجيلاً لمقامه حيث انه كان ضابطاً في الجيش ففي هذا المناخ نشاء وترعرع أحمد زايد منضبطاً بأدب الجندية ومهندماً ب( بفنتاظيتها) وزادته قامته الفارهة اناقة المحيا وشياكة المظهر، فهو وضاح في حركته وسكونه عندما يتحدث كأن نسيم عليلاً قد هب تري تباريح الاعجاب تكسو من يستمع اليه احمد زايد شرف أهله وبلده وتشرفت به الوظيفة عقوداًالي أن تقاعد...في نهايات عقد الثمنينات وبدايات الالفية الثانية سنحت لنا الظروف بالالتقاء به ونحن بمثابة الأبناء وذلك عندما كنا نجتمع بإنتظام سعيا وراء رتق النسيج واللحمة الاجتماعية لابناء الملكية داخل ولاية الخرطوم، وبالرغم من عامل السن كان حضوره محل تقديرنا وانشراحنا فكان نقاشه وافكاره كالموسيقى الهادئة التي تبعث الأمل والتفاؤل . ولد أحمد زايد بملكال عند بداية الثلاثينات ودرس الكتاب بمدرسة البندر ومن أبناء دفعته عمنا إسحق أحمد فضل الله والمرحوم النور جبارة والدكتور كمال شداد، ثم إنتقل الي الخرطوم فواصل دراسته بالمدارس المصرية الي المرحلة الثانوية بمدرسة الملك فاروق والتي تغير اسمها الي جمال عبدالناصر، التحق بالعمل في الخطوط الجوية السودانية عام ١٩٥٦م في وظيفة مساعد ضابط حركة بالخرطوم ، ونقل الي ملكال ويقي بها الي أن تمت ترقيته الي وظيفة مدير المحطة عام ١٩٦٣م ، في عام ١٩٧١م نقل الي بورتسودان نائباً لمدير المحطة ، وفي عام ١٩٧٢م ترأس بعثة الحج ، في عام ١٩٧٣م نقل الي ملكال مرة ثانية مديراً وفي عام ١٩٧٦م نقل الي جوبا مديراً، ثم نقل الي الخرطوم عام ١٩٨٠م نائباً لمدير وحدة التموين ....ثم بعث الي لندن وبقي فيها حتي العام ١٩٨١م وعاد الي الخرطوم نائباً لمدير المحطة باعتبارها المحطة الرئيسية بالسودان في عام ١٩٨٢م نقل الي القاهرة مديراً حتي عام ١٩٨٦م بعدها عاد الي الخرطوم نائباً للمدير الإقليمي ثم نقل الي جوبا فبقي بها حتي العام ١٩٨٧م تاريخ تقاعده بالمعاش . بعدها هاجر الي السعودية والتحق بشركة زهران للسفر والشحن الجوي . احمد زايد كما زكرت انفاً شخصية متكاملة وموسوعة في اعمال الطيران فبجانب هذه الخبرة التراكمية والمهنية الرفيعة فقد كان يمارس نشاط التحكيم في مجال كرة القدم منذ الخمسينات ، وكنا ونحن صغاراً نري أنه أوجه من في داخل وخارج الملعب بقامته الفارعة ورداء الحكام الاسود. توفي الي رحمة مولاها عام ٢٠٠٣م بالسعودية مات نقياً تقياً وفياً ، اللهم اجعل الفردوس مسكنه ومثواه .. التحية والتجلة للخالة سعاد جبارة ادريس، التحية لانجاله( كمال/ بهاء/ عماد/ عصام/ علاء ) ولكريمتيه زينب(زوبا) لها الشكر والتقدير ولزرياب، التحية لآل زايد أفندي الكرام.
الاثنين، 7 سبتمبر 2015
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...

-
الشهيد/ احمد الرضي جابر عمل بالتدريس وتدرج حتى مرتبة الموجه التربوي ومساعدا للمحافظ للشؤون التربوية بمحافظة اعالي النيل (ملكال) وكان س...
-
أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. .. كتب حسن عثمان/ وحسن قسم الله ابوجميل عبيد محمد نور صاحب أشهر بازار فى الإقليم الجنوبي. ...
-
معلومات مهمة وتاريخية عن مدينة ملكال... *تحويل عاصمة المديرية لمدينة ملكال كان ذلك عام 1916 ولم تكن هى العاصمة قبل ذلك التاريخ بل كانت العا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق