الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

ملكال يا زاهية.. بقلم اللواء ش بشرى احمد ادريس

قبس من الماضى
ملكال يا زاهية عندما أختيرت مدينة ملكال لإقامة مهرجان عيد الوحدة الوطنية مارس 1974م كان قبل هذا العام السيد/ موسس شول هو محافظ مديرية أعالي النيل، لم يعجبه هذا الإختيار وأبدى إمتعاضه، بقوله ( تقولوا مارجان مارجان...باملوا كيف فى ملكال...ملكية دا بودو وين...وبيوت كلو قطاطى ) لم يستمر طويلا فى منصبه حيث تم تعينه وزيرا للحكم المحلى بالمجلس التنفيذى الانتقالى بجنوب السودان برئاسة السيد/ أبيل ألير ، عين السيد/ بيتر جاركوث محافظا بدلا لموسس شول حيث قاد السيد / جاركوث ملحمة إعداد مدينة ملكال للاحتفالات وكان سكان ملكال على موعد مع التحدى ليجعلوا منها عروسة زاهية فى ذلك العام 1974م . كان الكل من بم وحى العرب ودنقر شوفو وحى اصوصة والمديرية والسوق الكبير وحى التمرجية والجلابة وثورة الحلابة والرى المصرى وحى الملكية بكل احيائه المنسجمة والمتجانسة خرجوا عن بكرة أبيهم تلبية لنداء ان تكون مدينتهم ملكال مثل عقد الجواهر وتكون لؤلؤة ناصعة ساطعة وتكون دوحة بيضاء من غير سؤ تعجب الناظرين وتسر الزائرين. كنا صبية وصبايا شيبا وشبابا كنا الكل مع الكل عرقا يتصبب صباحا ونهارا ومساءا وليلا، وكان بناء أستاذ ملكال هو التحدى الأكبر وكان الناس بمستوى ذلك التحدى فيهم الطلاب والعمال والتجار وكانت كل الامكنة تفرح بكل اشعث اغبر يستنشق فرح ويزفر طربا من اجل إكمال الإنجاز والذى صار معجزة فى زمن قياسى حيث تم بناء الاستاد وشيدت بداخلة كل الملاعب التى تقام عليها فعاليات المهرجان وتخللت الروعة المكان وامتدت هذه الروعة برصف الشوارع وطلاء سيقان الاشجار بالجير الابيض حتى تعانق مع سند الشجر. جاءت ساعة النصر وأقيم المهرجان فى الثالث من مارس 1974م واستحقت ملكال انت تكون زاهية وهى زاهية ، وكانت قمة الابداع وفخامة الإنجاز ومنتهي الاناقة. فى يوم الافتتاح ذلكم اليوم الحبور والحضور الرسمى والشعبى . كان السيد/ موسس شول المحافظ السابق جالس فى المنصة يشاهد ما يجرى مندهشا لكنه اندهش أكثر عندما رأى ما لم تره عينه عندما كان موجودا بملكال محافظا كيف أنها لبست حلة واكليل من الجمال وكيف صارت رونقا فى صباحها وشفقا فى مغربها ونورا وضياءا فى ليلها السيد/ موسس شول من شدة إعجابه واندهاشه صار يقول ( دا املو كيف.. دا املو كيف ) يقصد كيف تم هذا العمل المذهل. التحية لأهل ولناس ملكال فى زمنها الذهبى الرحمة والمغفرة لاؤلئك الجنود المجهولين الذى جعلوا مدينة ملكال زاهية لواء Bushra

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني

ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...