الاثنين، 10 مايو 2021
رحيل الاستاذ/ ربيع سعدالله.....أ. ياسر محمود
الكثيرون يغيبون عنا ولانملك إلا أن نسرد محاسنهم فقد كانوا منارات اهتدينا بضيئها وكانوا مصابيح و قناديل فأينما ذهبوا كان يرافقهم الضياء .
كان أستاذنا ربيع سعد الله شخصية لا يملك أي طالب في ملكال الاميرية إلا أن يكن لها الاحترام ، فلم يك من الأساتذة الذين يسومون الطلاب سوط عذاب ولم يك من الاساتذه الذين يدخلون مع طلابهم الجانحين في تحديات بل كان مترفعا عن ذلك فقد كان دوما كبيرا لا يأبه بالصغائر وتوافه الأشياء وربما كان ذلك لأنه أخ أكبر لعدد من إخوانه (ماشاء الله ) مما جعله متفهما لجنوح الصبية، فكان دوما مشغول بذلك المعمل الذي يقبع في الجزء الشرقي من مدرسة ملكال الاميرية فكان المعمل مزود بعدد ضخم من (الدوارق ) الزجاجية بشتي أشكالها وأنواعها واحماض ومواد كيميائية معبأة في زجاجات مختلفة الأحجام والأشكال ندخل معه في حصة العلوم وتري آحتراق رقائق المغنسيوم وفرقعات هيدروكسيد الصوديوم وورق الترشيح حتي أحببنا ذلك المعمل والتجارب التي تتم فيه ولو استمر ذلك المعمل في العطاء ربما كانت بعض الدفعات التي أتت بعدنا ربما تصنع صاروخا مثل صاروخ الصين صاروخا لايتسكع في أزقة الفضاء ولايهدد حياة البشر.
أذكر في ذات عام ونحن داخل الفصول لقد شب حريق بمخزن المواد الكيمائية وأدوات المعامل بوزارة التربية والتي يفصلنا منها شارع واحد فقط فالمدرسة جنوب الوزارة وهرع استاذنا الجليل الذي تمت الاستعانة به في إطفاء الحريق فتمت السيطرة عليه بفضل الله وعون استاذ ربيع. وربما لو استمر الحريق لكان كارثة قد سبقت (شرنوبل) بعدة سنوات
أذكر في تلك السنوات ربما كان العام 1977 رست باخرة علي ضفة النهر المقابلة للمدرسة تماما وكانت تحمل كمية ضخمة من الكتب وأدوات كثيرة خاصة بالتعليم رياضية وأدوات معامل وتم اختيارنا نحن طلبة الصف الأول لتفريغ الباخرة الصغيرة من حمولتها الي مخازن الوزارة وكنا نقف صفوفا متراصة من داخل الباخرة وحتي عربات (الكوامر ) الحكومية ويتم تسليم الكتب من شخص لشخص حتي تلك العربات وحتي إنزالها في مخازن الوزارة وكان استاذ ربيع هو مايسترو تلك الفرقة ساعتين وربما ثلاثة من الساعات وكان العمل قد تم إنجازه ، ولكن لم يخلو من سرقات الطلاب الجانحين ووقوع بعض الكتب داخل النهر ولكنها كانت نسبة لا تقل عن معدل الخسائر المسموح به. رحم الله استاذنا ربيع سعد الله الكوتش فقد تخرجت تحت يديه اجيالا عديدة ونسأل الله أن يبارك في ذريته ولا نقول إلا مايرضي الله إنا لله وانا اليه راجعون.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني
ملكال… المدينة التي حملتني وحطمتني بقلم / بول فيتر قونج حين أغمض عيني، أرى ملكال. أراها كما كانت، لا كما صارت. مدينة صغيرة لكنها كانت بحجم...

-
الشهيد/ احمد الرضي جابر عمل بالتدريس وتدرج حتى مرتبة الموجه التربوي ومساعدا للمحافظ للشؤون التربوية بمحافظة اعالي النيل (ملكال) وكان س...
-
أسماء خالدة في ذاكرتنا : العم عبيد محمد نور. .. كتب حسن عثمان/ وحسن قسم الله ابوجميل عبيد محمد نور صاحب أشهر بازار فى الإقليم الجنوبي. ...
-
معلومات مهمة وتاريخية عن مدينة ملكال... *تحويل عاصمة المديرية لمدينة ملكال كان ذلك عام 1916 ولم تكن هى العاصمة قبل ذلك التاريخ بل كانت العا...